شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

لولا حرف جر عند سيبويه

صفحة 8 - الجزء 2

  



= معاوى، إنّى لم أبايعك فلتة ... وما زال ما أسررت منّى كما علن

اللغة: «اراق» أسال «يعرض» أراد يتعرض لها بالنيل منها «الأحساب» جمع حسب، وهو كل ما يعده المرء من مفاخر قومه.

الإعراب: «أتطمع» الهمزة للاستفهام التوبيخى، تطمع: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «فينا» جار ومجرور متعلق بتطمع «من» اسم موصول مفعول به لتطمع «أراق» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من الموصولة «دماءنا» دماء: مفعول به لأراق، ودماء مضاف ونا: مضاف إليه، والجملة من أراق وفاعله ومفعوله لا محل لها صلة «ولولاك» لو لا: حرف امتناع لوجود وجر، والكاف فى محل جر بها، ولها محل آخر هو الرفع بالابتداء كما هو مذهب سيبويه، والخبر محذوف وجوبا، والتقدير: لولاك موجود، وجملة المبتدأ والخبر شرط لو لا «لم» نافية جازمة «يعرض» فعل مضارع مجزوم بلم «لأحسابنا» الجار والمجرور متعلق بيعرض، وأحساب مضاف ونا: مضاف إليه «حسن» فاعل يعرض، وجملة يعرض وفاعله لا محل لها من الإعراب جواب لو لا.

الشاهد فيه: قوله «لولاك» فإن فيه ردا على أبى العباس المبرد الذى زعم أن «لو لا» لم تجئ متصلة بضمائر الجر كالكاف والهاء والياء، ومثله قول الآخر، وينسب إلى عمر بن أبى ربيعة، وليس فى ديوانه، والصواب أنه للعرجى (انظر خزانة الأدب ٢/ ٤٢٩):

* لولاك فى ذا العام لم أحجج*

ومع وروده فى كلام العرب الموثوق بعربيتهم فإنه قليل غير شائع شيوع وقوع الاسم الظاهر والضمير المنفصل بعد لو لا، نحو قوله تعالى: {لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} ونحو قول المتنبى:

لو لا العقول لكان أدنى ضيغم ... أدنى إلى شرف من الإنسان

وقول الراجز:

والله لو لا الله ما اهتدينا ... ولا تصدّقنا ولا صلّينا