شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

من حروف الجر سبعة أحرف تختص بالظاهر

صفحة 11 - الجزء 2

  من حروف الجر ما لا يجرّ إلا الظاهر، وهى هذه السبعة المذكورة فى البيت الأول؛ فلا تقول «منذه، ولا مذه» وكذا الباقى.

  ولا تجر «منذ، ومذ» من الأسماء الظاهرة إلا أسماء الزمان⁣(⁣١)، فإن كان الزمان حاضرا كانت بمعنى «فى» نحو: «ما رأيته منذ يومنا» أى: فى يومنا، وإن كان الزمان ماضيا كانت بمعنى «من» نحو: «ما رأيته مذ يوم الجمعة» أى: من يوم الجمعة، وسيذكر المصنف هذا فى آخر الباب، وهذا معنى قوله: «واخصص بمذ ومنذ وقتا».

  وأما «حتى» فسيأتى الكلام على مجرورها عند ذكر المصنف له، وقد شذّ جرّها للضمير، كقوله:

  ٢٠١ - فلا والله لا يلفى أناس ... فتى حتّاك يا ابن أبى زياد


(١) منذ ومذ يكونان ظرفى زمان، وهما حينئذ اسمان، ويكونان حرفى جر، وحينئذ لا يجران إلا أسماء الزمان، طلبا للمناسبة بين حالتيهما، وأما نحو قولك «ما رأيته منذ حدث كذا، وما رأيته منذ أن الله خلقه» فإن اسم الزمان مقدر فى هذين المثالين ونحوهما، وأصل الكلام: منذ زمان حصل كذا، ومنذ زمان خلق الله إياه.

٢٠١ - هذا البيت من الشواهد التى لا يعرف قائلها.

اللغة: «يلفى» مضارع ألفى، ومعناه وجد، ويروى «لا يلقى أناس» بالقاف مكان الفاء على أنه مضارع لقى «حتاك» استشكل أبو حيان هذه العبارة فقال «وانتهاء الغابة فى حتاك لا أفهمه، ولا أدرى ما عنى بحتاك، فلعل هذا البيت مصنوع» وستعرف رد هذا الكلام.

المعنى: يريد الشاعر أن يقول: إن الناس لا يجدون فتى يرجونه لقضاء مطالبهم حتى يبلغوا الممدوح، فإذا بلغوه فقد وجدوا ذلك الفتى، وبهذا التقرير يندفع كلام أبى حيان.

الإعراب: «فلا» لا: زائدة قبل القسم للتوكيد «والله» الواو للقسم، ولفظ الجلالة مقسم به مجرور بالواو، وفعل القسم الذى يتعلق به الجار والمجرور محذوف