شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

من حروف الجر سبعة أحرف تختص بالظاهر

صفحة 13 - الجزء 2

  كما شذّ جرّ الكاف له، كقوله:

  ٢٠٣ - خلّى الذّنابات شمالا كثبا ... وأمّ أو عال كها أو أقربا


= أصلحه وجبره «وشيكا» سريعا «عطبا: هو هنا بكسر الطاء - صفة مشبهة: أى هالكا «من عطبه» هو هنا بفتح الطاء مصدر بمعنى الهلاك، وفى اللسان «م العطب»،

المعنى: رب شخص ضعيف أشفى على الهلاك والسقوط فجبرت كسره ورشت جناحه.

الإعراب: «واه» هو على تقدير «رب» أى رب واه؛ فهو مبتدأ مرفوع تقديرا «رأبت» فعل وفاعل، والجملة فى محل رفع خبر «وشيكا» مفعول مطلق عامله رأبت، أى رأبت رأبا وشيكا، أى عاجلا سريعا «صدع» مفعول به لرأبت، وصدع مضاف وأعظم من «أعظمه» مضاف إليه، وأعظم مضاف، والضمير مضاف إليه «وربه عطبا» رب: حرف تقليل وجر شبيه بالزائد، والضمير فى محل جر برب، وله محل رفع بالابتداء «عطبا» تمييز للضمير «أنقذت» فعل وفاعل، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ الذى هو مجرور لفظا برب «من عطبه» الجار والمجرور متعلق بأنقذ، وعطب مضاف والضمير مضاف إليه.

الشاهد فيه: قوله «وربه عطبا» حيث جر «رب» الضمير، وهو شاذ.

واعلم أن العلماء قد اختلفوا فى هذا الضمير الذى تدخل عليه رب، أمعرفة هو أم نكرة؟ فذهب الجمهور إلى أنه معرفة على أصله، وذهب ابن عصفور وجار الله الزمخشرى إلى أن هذا الضمير نكرة؛ لأنه واقع موقع اسم واجب التنكير؛ لأن رب لا تجر غير النكرة، ولأن مرجعه - وهو التمييز - واجب التنكير.

٢٠٣ - البيت للعجاج بصف حمار وحش وأتنه، وقد أراد هذا الحمار ورود الماء معهن فرأى الصياد فهرب بهن.

اللغة: «الذنابات» جمع ذنابة بالكسر؛ وهى آخر الوادى الذى ينتهى إليه السيل، وقد قيل: إنه بفتح الذال اسم مكان بعينه «كثبا» أى قريبا «أم أو عال» هى هضبة فى ديار بنى تميم.

المعنى: إنه جعل فى هربه الذنابات عن طريقه فى جانب شماله قريبا منه، وجعل أم أو عال فى جانب يمينه قريبا منه قربا مثل قرب الذنابات أو أقرب.