شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

معاني اللام الجارة

صفحة 20 - الجزء 2

  تقدم أن اللام تكون للانتهاء، وذكر هنا أنها تكون للملك، نحو {لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ} و «المال لزيد»، ولشبه الملك، نحو: «الجلّ للفرس، والباب للدّار»، وللتّعدية، نحو «وهبت لزيد مالا» ومنه قوله تعالى: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} وللتعليل، نحو «جئتك لإكرامك»، وقوله:

  ٢٠٧ - وإنّى لتعرونى لذكراك هزّة ... كما انتفض العصفور بلّله القطر


= مضارع وألف الاثنين - العائد إلى الباء وفى - فاعل «السببا» مفعول به ليبين، والألف للاطلاق.

٢٠٧ - البيت لأبى صخر الهذلى.

اللغة: «تعرونى» تصيبنى، وتنزل بى «ذكراك» الذكرى - بكسر الذال وآخره ألف مقصورة - التذكر، والخطور بالبال «هزة» بفتح الهاء وكسرها - حركة واضطراب «انتفض» تحرك «القطر» المطر.

المعنى: يصف ما يحدث له عند تذكره إياها، ويقول: إنه ليصببه خفقان واضطراب يشبهان حركة العصفور إذا نزل عليه ماء المطر؛ فإنه يضطرب ويتحرك حركات متتابعة ليدفعه عن نفسه.

الإعراب: «وإنى» إن: حرف توكيد ونصب، والياء اسمه «لتعرونى» اللام للابتداء، تعرو: فعل مضارع، والنون للوقاية، والياء مفعول به «لذكراك» الجار والمجرور متعلق بتعرو، وذكرى مضاف وكاف المخاطبة مضاف إليه من إضافة اسم المصدر إلى مفعوله «هزة» فاعل تعرو «كما» الكاف جارة، وما: مصدرية «انتفض» فعل ماض «العصفور» فاعل انتفض، و «ما» ومدخولها فى تأويل مصدر مجرور بالكاف، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لهزة، التقدير: هزة كائنة كانتفاض العصفور «بلله» بلل: فعل ماض، والهاء مفعول به لبلل «القطر» فاعل بلل، والجملة من الفعل والفاعل والمفعول فى محل نصب حال من العصفور، و «قد» مقدرة قبل الفعل، عند البصريين: أى قد بلله.

الشاهد فيه: قوله «لذكراك» فإن اللام فيه للتعليل.