شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

معاني الباء الجارة

صفحة 21 - الجزء 2

  وزائدة: قياسا⁣(⁣١)، نحو «لزيد ضربت» ومنه قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ} وسماعا، نحو «ضربت لزيد».

  وأشار بقوله: «والظرفية استبن - إلى آخره» إلى معنى الباء و «فى»؛ فذكر أنهما اشتركا فى إفادة الظرفية، والسببية؛ فمثال الباء للظرفية قوله تعالى: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ} أى: وفى الليل، ومثالها للسببية قوله تعالى: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ كَثِيراً} ومثال «فى» للظرفية قولك «زيد فى المسجد» وهو الكثير فيها، ومثالها للسببية قوله : «دخلت امرأة النّار فى هرّة حبستها؛ فلا هى أطعمتها، ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض»⁣(⁣٢).

  * * *


(١) زيادة اللام على ضربين؛ الأول: زيادتها لمجرد التأكيد - وذلك إذا اتصلت بمعمول فعل، وقد تقدم الفعل على المعمول المقترن باللام - كقول ابن ميادة الرماح ابن أبرد:

وملكت ما بين العراق ويثرب ... ملكا أجار لمسلم ومعاهد

والزيادة الثانية لتقوية عامل ضعف عن العمل بأحد سببين؛ أحدهما: أن يقع العامل متأخرا، نحو قوله تعالى: {لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} وقوله سبحانه: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ} وثانيهما. أن يكون العامل فرعا فى العمل: إما لكونه اسم فاعل نحو قوله تعالى {مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ} وإما لكونه صيغة مبالغة نحو قوله سبحانه {فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ}.

(٢) خشاش الأرض: هوامها وحشراتها، الواحدة خشاشة، وفى رواية فى الحديث «حشيش الأرض» وفى رواية ثالثة «حشيشة الأرض» - بحاء مهملة - وهو يابس النبات، وهو وهم. قاله ابن الأثير.