شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

تزاد ما بعد رب والكاف، فتكفهما، ويقل أعمالها معها

صفحة 34 - الجزء 2

  وقد تزاد بعدهما ولا تكفّهما عن العمل، وهو قليل، كقوله:

  ٢١٦ - ماوىّ يا ربّتما غارة ... شعواء، كاللّذعة بالميسم


= المعنى: يقول: إنه ربما وجد فى قومه القطيع من الإبل المعد للقنية، وجياد الخيل الطويلة الأعناق التى بينها أولادها.

الإعراب: «ربما» رب: حرف تقليل وجر شبيه بالزائد، ما زائدة كافة «الجامل» مبتدأ «المؤبل» صفة للجامل «فيهم» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ «وعناجيج» الواو عاطفة، وعناجيج: مبتدأ، وخبره محذوف يدل عليه ما قبله، والتقدير: وعناجيج فيهم، مثلا «بينهن» بين: ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم، وبين مضاف والضمير مضاف إليه «المهار» مبتدأ مؤخر، والجملة من المبتدأ والخبر فى محل رفع صفة لقوله «عناجيج» السابق، وهى التى سوغت الابتداء بالنكرة.

الشاهد فيه: قوله «ربما الجامل فيهم» حيث دخلت «ما» الزائدة على «رب» فكفتها عن عمل الجر فيما بعدها، وسوغت دخولها على الجملة الابتدائية، ودخول رب المكفوفة على الجمل الاسمية شاذ عند سيبويه؛ لأنها عنده حينئذ نختص بالجمل الفعلية، وعند أبى العباس المبرد لا تخص رب المكفوفة بجملة دون جملة؛ فليس فى البيت شذوذ عنده.

٢١٦ - البيت لضمرة النهشلى.

اللغة: «غارة» هو اسم من أغار القوم، أى: أسرعوا فى السير للحرب «شعواء» منتشرة متفرقة «اللذعة» مأخوذ من لذعته النار، أى: أحرقته «الميسم» ما يوسم به البعير بالنار: أى يعلم ليعرف، وكان لكل قبيلة وسم مخصوص يطبعونه على إبلهم لتعرف.

الإعراب: «ماوى» منادى مرخم، وحرف النداء محذوف، وأصله «يا ماوية» «يا» حرف تنبيه «ربتما» رب: حرف تقليل وجر شبيه بالزائد، والتاء لتأنيث اللفظ، وما: زائدة غير كافة هنا «غارة» مبتدأ، مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد «شعواء» صفة لغارة