شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

تخذف رب ويبقى عملها بعد ثلاثة أحرف

صفحة 36 - الجزء 2

  لا يجوز حذف حرف الجر وإبقاء عمله، إلا فى «ربّ» بعد الواو، وفيما سنذكره، وقد ورد حذفها بعد الفاء، و «بل» قليلا؛ فمثاله بعد الواو قوله:

  * وقاتم الأعماق خاوى المخترقن*⁣(⁣١)

  ومثاله بعد الفاء قوله:

  ٢١٨ - فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع ... فألهيتها عن ذى تمائم محول


= والتاء للتأنيث «رب» قصد لفظه: نائب فاعل «فجرت» الفاء حرف عطف، وجر: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى يعود إلى رب «بعد» ظرف متعلق بجرت، وبعد مضاف و «بل» قصد لفظه: مضاف إليه «والفا» قصر للضرورة: معطوف على «بل» و «بعد» ظرف متعلق بقوله «شاع» الآتى، وبعد مضاف، و «الواو» مضاف إليه «شاع» فعل ماض «ذا» اسم إشارة فاعل شاع «العمل» بدل أو عطف بيان أو نعت لاسم الإشارة: أى وشاع هذا العمل بعد الواو.

(١) تقدم شرح هذا البيت فى أول الكتاب، فانظره هناك، وهو الشاهد رقم ٣ والشاهد فيه هنا قوله «وقاتم» حيث جر بعد الواو برب المحذوفة.

ونظير هذا البيت - فى الجر برب محذوفة بعد الواو - قول امرئ القيس:

وليل كموج البحر أرخى سدوله ... علىّ بأنواع الهموم ليبتلى

٢١٨ - البيت لامرئ القيس بن حجر الكندى، من معلقته المشهورة، وقبل هذا البيت قوله:

ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة ... فقالت: لك الويلات، إنّك مرجلى

تقول، وقد مال الغبيط بنا معا: ... عقرت بعيرى يا امرأ القيس فانزل

فقلت لها: سيرى، وأرخى زمامه ... ولا تبعدينى عن جناك المعلّل

اللغة: «طرقت» جئت ليلا «تمائم» جمع تميمة، وهى التعويذة تعلق على الصبى