شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المصدر يعمل في ثلاثة أحوال: مضافا ومقترنا بال، ومجردا منهما

صفحة 96 - الجزء 2

  وقوله:

  ٢٤٨ - فإنّك والتّأبين عروة بعدما ... دعاك وأيدينا إليه شوارع


٢٤٨ - هذا البيت من الشواهد التى لا يعرف قائلها، وبعده:

لكالرّجل الحادى وقد تلع الضّحى ... وطير المنايا فوقهنّ أواقع

اللغة: «التأبين» مصدر ابن الميت، إذا أثنى عليه وذكر محاسنه، و «أل» فيه عوض من المضاف إليه «عروة» اسم رجل «شوارع» جمع شارعة، وهى الممتدة المرتفعة «الحادى» سائق الإبل «تلع الضحى» كناية عن ارتفاع الشمس «أواقع» جمع واقعة، وأصله وواقع؛ فقلب الواو الأولى همزة لاستثقال واوين فى أول الكلمة، ونظير ذلك قولهم «أواقى» فى «وواقى» جمع واقية، ومن ذلك قول المهلهل وهو عدى بن ربيعة أخى كليب:

ضربت صدرها إلى وقالت: ... يا عديّا لقد وقتك الأواقى

المعنى: يندد برجل استنجد به صديق له فلم ينجده، فلما مات أقبل عليه يرثيه، ويقول: إن حالتك هذه فى بكائك عروة والثناء عليه - بعد استغاثته بك ودعائه إياك إلى الأخذ بناصره فى حال امتداد سيوفنا إليه - تشبه حال رجل يحدو بإبله ويهيجها للسير وقت ارتفاع الشمس والحال أن طيور المنايا منقضة عليها وواقعة فوقها.

الإعراب: «فإنك» إن: حرف توكيد ونصب، والكاف اسمه «والتأبين» يجوز أن يكون معطوفا على اسم إن، فالواو عاطفة، ويجوز أن يكون مفعولا معه فالواو واو المعية «عروة» مفعول به للتأبين «بعد» ظرف متعلق بالتأبين «ما» مصدرية «دعاك» دعا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى عروة، والكاف مفعول به لدعا، و «ما» المصدرية مع مدخولها فى تأويل مصدر مجرور بإضافة بعد إليه، والتقدير: بعد دعائه إياك «وأيدينا» الواو واو الحال، أيدى: مبتدأ، وأيدى مضاف، ونا: مضاف إليه «إليه» جار ومجرور متعلق بشوارع «شوارع» خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره فى محل نصب حال، وخبر «إن» فى البيت الذى أنشدناه أول الكلام على هذا البيت، وهو متعلق قوله «كالرجل».