شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المصدر يعمل في ثلاثة أحوال: مضافا ومقترنا بال، ومجردا منهما

صفحة 97 - الجزء 2

  وقوله:

  ٢٤٩ - لقد علمت أولى المغيرة أنّنى ... كررت فلم أنكل عن الضّرب مسمعا


= الشاهد فيه: قوله «والتأبين عروة» حيث نصب بالمصدر المحلى بأل، وهو قوله «التأبين» مفعولا به، وهو قوله «عروة» وفيه خلاف العلماء الذين ذكرناهم، وذكرنا أقوالهم، فى شرح الشاهد السابق.

٢٤٩ - هذا البيت لمالك بن زغبة - بضم الزاى وسكون الغين - أحد بنى باهلة، وقد أنشده سيبويه ١/ ٩٩ والأشمونى فى باب التنازع (رقم ٤٠٩) وفى باب إعمال المصدر.

اللغة: «أولى المغيرة» أراد به أول المغيرة، والمغيرة: صفة لموصوف محذوف، ويحتمل أن يكون مراده: الخيل المغيرة، وأن يكون إنما قصد: الجماعة المغيرة، وهو على كل حال اسم فاعل من أغار على القوم إغارة، أى: كر عليهم «أنكل» مضارع من النكول، وهو الرجوع عن قتال العدو جبنا.

المعنى: يصف نفسه بالشجاعة، وبقول: قد علمت الجماعة التى هى أول المغيرين، وفى طليعتهم، أننى جرئ القلب شجاع، وأننى صرفتهم عن وجههم هازما لهم، ولحقت بهم، فلم أنكل عن ضرب مسمع رئيسهم وسيدهم، وخص أول المحاربين ليشير إلى أنه كان فى مقدم الصفوف الأولى.

الإعراب: «لقد» اللام واقعة فى جواب قسم محذوف، أى: والله لقد - إلخ، قد: حرف تحقيق «علمت» علم: فعل ماض، والتاء للتأنيث «أولى» فاعل علم، وأولى مضاف و «المغيرة» مضاف إليه «أننى» أن: حرف توكيد ونصب، والنون بعدها للوقاية، وياء المتكلم اسم أن «كررت» فعل وفاعل، والجملة فى محل رفع خبر آن، وجملة أن واسمه وخبره سدت مسد مفعولى علم «فلم» نافية جازمة «أنكل» فعل مضارع مجزوم بلم «عن الضرب» جار ومجرور متعلق بأنكل «مسمعا» مفعول به للضرب.

الشاهد فيه: قوله «الضرب مسمعا» حيث أعمل المصدر المحلى بأل، وهو قوله «الضرب» عمل الفعل، فنصب به المفعول به وهو قوله «مسمعا».