شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

صيغ المبالغة تعمل عمل اسم الفاعل

صفحة 114 - الجزء 2

  فـ «إخوان» منصوب بـ «هيوج».

  ومن إعمال فعيل قول بعض العرب: «إن الله سميع دعاء من دعاه» فـ «دعاء» منصوب بـ «سميع».

  ومن إعمال قعل ما أنشده سيبويه:

  ٢٦٠ - حذر أمورا لا تضير، وآمن ... ما ليس منجيه من الأقدار


= ونصب، وها اسمه «على الشوق» جار ومجرور متعلق بقوله «هيوج» الآتى «إخوان» مفعول به لهيوج، وإخوان مضاف و «العزاء» مضاف إليه «هيوج» خبر إن.

الشاهد فيه: قوله «إخوان العزا هيوج» حيث أعمل قوله «هيوج» وهو من صبغ المبالغة إعمال الفعل؛ فنصب به المفعول، وهو قوله «إخوان» وهو معتمد على المسند إليه الذى هو اسم إن.

وفى البيت دليل على أن هذا العامل - وإن كان فرعا عن الفعل - لم يضعف عن العمل فى المعمول المتقدم عليه، ألا ترى أن قوله «إخوان العزاء» متقدم مع كونه مفعولا لقوله «هيوح» وقد قدمنا أن قول العرب «أما العسل فأنا شراب» الذى رواه سيبويه الثقة يدل على ذلك أيضا، وأن هذا يرد ما ذهب إليه الكوفيون من أن معمول هذه الصفة لا يتقدم عليها، زعموا أنها فرع فى العمل عن فرع؛ لأنها فرع عن اسم الفاعل وهو فرع عن الفعل المضارع، وأن ذلك سبب فى ضعفها، وأن ضعفها يمنع من عملها متأخرة، والجواب أنه لا قياس مع النص.

٢٦٠ - زعموا أن البيت مما صنعه أبو يحيى اللاحقى ونسبه للعرب، قال المازنى: زعم أبو يحيى أن سيبويه سأله: هل تعدى العرب فعلا؟ قال: فوضعت له هذا البيت ونسبته إلى العرب، وأثبته هو فى كتابه، والبيت من شواهد سيبويه (١/ ٥٨) واستشهد به الأشمونى (رقم ٠٣) وستعرف فى شرح الشاهد الآتى (رقم ٢٦١) رأينا فى هذه الأقصوصة.

الإعراب: «حذر» خبر مبتدأ محذوف، وتقدير الكلام: هو حذر، أو نحوه، وفى حذر ضمير مستتر فاعل «أمورا» مفعول به لحذر «لا» نافية «تضير» فعل مضارع، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره هى يعود إلى أمور هو فاعله، والجملة فى