شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ما يجوز في معمول الصفة المشبهة من وجوه الاعراب، وأحوال معمولها

صفحة 149 - الجزء 2

  



«ومستخلف من بعد غضبى» وقد أنشده ابن السكيت فى كتاب الألفاظ (ص ٣٧) كما أنشده صاحب اللسان.

اللغة: «غضبى» - بفتح الغين وسكون الضاد المعجمتين وفتح الباء الموحدة - اسم للمائة من الإبل، وهى معرفة لا تنون ولا تدخل عليها أل، ذكر ذلك الجوهرى والصاغانى وابن سيده والزجاجى، وقال المجد: إنه تصحيف، وإن صوابه «غضيا» بالمثناة التحية مقصورا - وكأنه سمى بذلك على التشبيه بمنبت الغضى لكثرته «صريمة» تصغير صرمة - بكسر أوله - وهى القطعة من الإبل ما بين العشرين والثلاثين، ويقال غير ذلك، ويجوز أن تقرأ صريمة بفتح الصاد، والصريمة: القطعة من النخل والإبل أيضا، ومن الأول قول عمر ¥ «أدخل رب الصريمة والغنيمة» يريد صاحب الإبل القليلة والغنم القليلة.

الإعراب، «ومستبدل» الواو واو رب، مستبدل: مبتدأ مرفوع تقديرا، وفيه ضمير مستتر فاعله «من بعد» جار ومجرور متعلق بمستبدل، وبعد مضاف، و «غضبى» مضاف إليه «صريمة» مفعول به لمستبدل «فأحر» أحر: فعل ماض جاء على صورة الأمر «به» الباء زائدة، والضمير فاعل أحر «من طول» جار ومجرور متعلق بأحر، و «من» فيه بمعنى الباء، ويروى «لطول فقر» وطول مضاف و «فقر» مضاف إليه «وأحريا» الواو عاطفة، وأحريا: فعل ماض جاء على صورة الأمر، والألف منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة فى الوقف.

الشاهد فيه: قوله «وأحريا» حيث أكد صيغة التعجب بالنون الخفيفة، وقد علمت أن نون التوكيد يختص دخولها بالأفعال، فيكون ذلك دليلا على فعلية صيغة التعجب، خلافا لمن ادعى اسميتها.

فإن قلت: ألسنم تدعون أن هذه الصيغة فعل ماض؟ فإذا كان هذا صحيحا فما بال نون التوكيد - كما تدعون - قد اتصلت به، ونون التوكيد - فيما نعلم - إنما تتصل بالأمر والمضارع؟

قلنا: الجواب على ذلك من وجهين، أحدهما: أن اتصال نون التوكيد بالفعل الماضى - وإن يكن نادرا - ليس كاتصالها بالاسم، فإن اشتراك الماضى مع المضارع