شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

اختلاف النجاة في الجمع بين التمييز والفاعل الظاهر في كلام واحد

صفحة 164 - الجزء 2

  ٢٧٥ - والتّغلبيّون بئس الفحل فحلهم ... فحلا، وأمّهم زلّاء منطيق

  وقوله:

  ٢٧٦ - تزوّد مثل زاد أبيك فينا ... فنعم الزّاد زاد أبيك زادا


٢٧٥ - البيت لجرير بن عطية، من كلمة له يهجو فيها الأخطل التغلبى.

اللغة: «زلاء» بفتح الزاى، وتشديد اللام، وآخره همزة - المرأة إذا كانت قليلة لحم الأليتين «منطيق» المراد به هنا التى تتأزر بما يعظم عجيزتها، وأراد بذلك الكناية عن كونها ممتهنة؛ فهى هزيلة ضعيفة الجسم من أجل ذلك.

المعنى: يذمهم بدناءة الأصل، ولؤم النجار، وبأنهم فى شدة الفقر، وسوء العيش، حتى إن المرأة منهم لتمتهن فى الأعمال، وتبتذل فى الخدمة؛ فيذهب عنها اللحم - وذلك عند العرب مما تذم به المرأة - فتضطر إلى أن تتخذ حشية - وهى كساء غليظ خشن - تعظم بها أليتها وتكبرها سترا لهزالها ونحافة جسمها.

الإعراب: «التغلبيون» مبتدأ «بئس» فعل ماض لإنشاء الذم «الفحل» فاعل بئس، والجملة من الفعل والفاعل فى محل رفع خبر مقدم، وقوله فحل من «فحلهم» مبتدأ مؤخر، وفحل مضاف والضمير مضاف إليه، والجملة من المبتدأ وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ الذى فى أول الكلام «فحلا» تمييز «وأمهم» الواو للاستئناف، أو هى عاطفة، وأم: مبتدأ، وأم مضاف والضمير مضاف إليه «زلاء» خبر المبتدأ «منطيق» نعت لزلاء، أو خبر ثان.

الشاهد فيه: قوله «بئس الفحل ... فحلا» حيث جمع فى كلام واحد بين فاعل بئس الظاهر - وهو قوله «الفحل» والتمييز، وهو قوله «فحلا».

٢٧٦ - البيت لجرير بن عطية، من قصيدة له يمدح فيها أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز بن مروان.

اللغة: «تزود» أصل معناه: اتخذ زادا، وأراد منه هنا السيرة الحميدة، والعيشة الطيبة، وحسن المعاملة.