شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

اختلاف النجاة في الجمع بين التمييز والفاعل الظاهر في كلام واحد

صفحة 163 - الجزء 2

  وجمع تمييز وفاعل ظهر ... فيه خلاف عنهم قد اشتهر⁣(⁣١)

  اختلف النحويّون فى جواز الجمع بين التمييز والفاعل الظاهر فى «نعم» وأخواتها؛ فقال قوم: لا يجوز ذلك، وهو المنقول عن سيبويه؛ فلا تقول: «نعم الرّجل رجلا زيد»، وذهب قوم إلى الجواز، واستدلّوا بقوله:


= اللغة: «عرسى» عرس الرجل - بكسر أوله - امرأته «عومرة» صياح وجلبة وصخب.

الإعراب: «تقول» فعل مضارع «عرسى» عرس: فاعل، وعرس مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «وهى» الواو واو الحال، هى: ضمير منفصل مبتدأ «لى، فى عومرة» متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ والخبر فى محل نصب حال «بئس» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه «امرأ» تمييز، وجملة الفعل وفاعله فى محل نصب مقول القول «وإننى» الواو حرف عطف، إن: حرف توكيد ونصب، والنون للوقاية، وياء المتكلم اسم إن «بئس» فعل ماض «المره» فاعل، وجملة الفعل وفاعله - بحسب الظاهر - فى محل رفع خبر إن، وعند التحقيق فى محل نصب مقول لقول محذوف يقع خبرا لإن، وتقدير الكلام: وإننى مقول فى حقى: بئس المره، وجملة «إن» واسمه وخبره فى محل نصب معطوفة على جملة مقول القول.

الشاهد فيه: «بئس امرأ» حيث رفع «بئس» ضميرا مستترا، وقد فسر التمييز الذى بعده - وهو قوله امرأ - هذا الضمير، وقد وقع فيه ما ظاهره أن خبر إن جملة إنشائية، وهى جملة «بئس المرة» وذلك شاذ أو مؤول على تقدير قول محذوف يقع خبرا لإن، وتقع هذه الجملة معمولة له، وانظر مطلع باب إن وأخواتها فى الجزء الأول من هذا الكتاب.

(١) «وجمع» مبتدأ أول، وجمع مضاف و «تمييز» مضاف إليه «وفاعل» معطوف على تمييز، وجملة «ظهر» وفاعله المستتر فيه فى محل جر صفة لفاعل «فيه» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «خلاف» مبتدأ ثان مؤخر، وجملة المبتدأ الثانى وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ الأول الذى هو جمع «عنهم» جار ومجرور متعلق باشتهر الآتى، وجملة «قد اشتهر» وفاعله المستتر فيه العائد إلى خلاف فى محل رفع صفة لخلاف.