شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

لا تتقدم من الجارة للمفضول على افعل التفضيل، الا ان يكون مجرورها اسم استفهام، وندر في غير ذلك

صفحة 184 - الجزء 2

  تقدّم أن أفعل التفضيل إذا كان مجردا جئ بعده «بمن» جارة للمفضّل عليه، نحو «زيد أفضل من عمرو»، و «من» ومجرورها معه بمنزلة المضاف إليه من المضاف؛ فلا يجوز تقديمهما عليه، كما لا يجوز تقديم المضاف إليه على المضاف، إلا إذا كان المجرور بها اسم استفهام، أو مضافا إلى اسم استفهام؛ فإنه يجب - حينئذ - تقديم «من» ومجرورها نحو «ممّن أنت خير؟ ومن أيّهم أنت أفضل؟ ومن غلام أيّهم أنت أفضل؟» وقد ورد التقديم شذوذا فى غير الاستفهام، وإليه أشار بقوله «ولدى إخبار التقديم نزرا وردا» ومن ذلك قوله:

  ٢٨٢ - فقالت لنا: أهلا وسهلا، وزوّدت ... جنى النّحل، بل ما زوّدت منه أطيب


= الآتى، ولدى مضاف و «إخبار» مضاف إليه «التقديم» مبتدأ «نزرا» حال من الضمير المستتر فى قوله «ورد» الآتى «ورد» ورد: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى التقديم، والألف للاطلاق، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ الذى هو قوله التقديم.

٢٨٢ - البيت للفرزدق، من أبيات يقولها فى امرأة من بنى ذهل بن ثعلبة قرته وحملته وزودته، وكان قد نزل من قبل بامرأة ضبية فلم تقره ولم تحمله ولم تزوده.

اللغة: «أهلا، وسهلا» كلمتان تقولهما العرب فى تحية الأضياف والحفاوة بهم «جنى النحل» ما يجنى منه وهو العسل، وكنى بذلك عن حسن لقائها وطيب استقبالها وحلاوة حديثها.

الإعراب: «فقالت» قال: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى «لنا» جار ومجرور متعلق بقال «أهلا وسهلا» منصوبان بفعل محذوف، والأصل الأصيل فيهما أنهما وصفان لموصوفين محذوفين: أى أتيتم فوما أهلا ونزلتم موضعا سهلا «وزودت» الواو عاطفة، زود: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه، والتاء للتأنيث «جنى» مفعول به لزود، وجنى مضاف و «النحل» مضاف إليه «بل»