شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

لا تتقدم من الجارة للمفضول على افعل التفضيل، الا ان يكون مجرورها اسم استفهام، وندر في غير ذلك

صفحة 185 - الجزء 2

  والتقدير: بل ما زوّدت أطيب منه؛ وقول ذى الرّمّة يصف نسوة بالسمن والكسل:

  ٢٨٣ - ولا عيب فيها غير أنّ سريعها ... قطوف؛ وأن لا شئ منهنّ أكسل


= حرف للاضراب الإبطالى «ما» اسم موصول: مبتدأ، وجملة «زودت» وفاعله المستتر فيه لا محل لها صلة، والعائد محذوف، أى زودته «منه» جار ومجرور متعلق بقوله «أطيب» الآتى «أطيب» خبر المبتدأ.

الشاهد فيه: قوله «منه أطيب» حيث قدم الجار والمجرور المتعلقين بأفعل التفضيل عليه، وليس المجرور اسم استفهام ولا مضافا إلى اسم استفهام، وذلك التقديم شاذ فى غير الاستفهام، وقد جعل جماعة من النحاة قوله «منه» متعلقا بقوله «زودت» أى: بل الذى زودت منه، أى: من شبيه جنى النحل، وعلى ذلك لا شاهد فى البيت، ويكون قد جاء على المشهور الفصيح.

ومثل بيت الشاهد قول ابن دربد فى مقصورنه:

واستنزل الزّبّاء قسرا وهى من ... عقاب لوح الجوّ أعلى منتمى

فقوله: «من عقاب» متعلق بأعلى، وقد تقدم عليه، وليس الكلام استفهاما، بل هو خبر كما يظهر بأدنى تأمل.

٢٨٣ - هذا البيت لذى الرمة؛ من كلمة له مطلعها:

أللرّبع ظلّت عينك الماء تهمل ... رشاشا كما استنّ الجمان المفصّل؟

اللغة: «تهمل» تسكب «استن» تبدد، وتفرق «الجمان» جمع جمانة - بضم الجيم - وهى حبة من الفضة كالدرة «قطوف» بفتح القاف - بطئ، متقارب الخطو.

المعنى: يصف نساء بالسمن والعبالة، وكنى عن ذلك بأنهن بطيئات السير كسالى، فهو يقول: إنه لا عيب فى هؤلاء النساء إلا أن أسرعهن شديدة البطء متكاسلة، وهذا مما يسميه البلغاء تأكيد المدح بما يشبه الذم، والعرب تمدح النساء بذلك؛ لأن هذا عندهم يدل على اليسار والنعمة وعدم الامتهان فى العمل.

الإعراب: «ولا» نافية للجنس «عيب» اسم لا «فيهن» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا، أو متعلق بمحذوف صفة لعيب، أو متعلق بعيب، وعلى هذين