شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

قد يكون النعت جملة، وشروط ذلك

صفحة 196 - الجزء 2

  أنه يجوز نعت المعرّف بالألف واللام الجنسية بالجملة، وجعل منه قوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ} وقول الشاعر:

  ٢٨٦ - ولقد أمرّ على اللّئيم يسبّنى ... فمضيت ئمّت قلت لا يعنينى


٢٨٦ - يروى هذا البيت أول بيتين وينسبان لرجل سلولى من غير أن يعين أحد اسمه، والثانى:

غضبان ممتلئا علىّ إهابه ... إنى - وحقّك - سخطه يرضينى

وقد رواه الأصمعى فى الأصمعيات ثالث خمسة أبيات، ونسبها لشمر بن عمرو الحنفى، وانظر الأصمعيات (ص ٦٤ ليبسك عام ١٩٠٢، وانظر الأصمعية رقم ٣٨ طبع مصر)

اللغة: «اللئيم» الشحيح، الدنئ النفس، الخبيث الطباع «إهابه» الإهاب - بزنة كتاب - الجلد، وامتلاؤه عليه كناية عن شدة غضبه، وكثير موجدته وحنقه.

المعنى: يقول: والله إنى لأمر على الرجل الدنئ النفس الذى من عادته أن يسبنى فأتركه وأذهب عنه وأرضى بقولى لنفسى: إنه لا يقصدنى بهذا السباب.

الإعراب: «ولقد» الواو واو القسم، والمقسم به محذوف، واللام واقعة فى جواب القسم، وقد: حرف تحقيق «أمر» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «على اللئيم» جار ومجرور متعلق بأمر «يسبنى» جملة من فعل مضارع وفاعله ومفعوله فى محل جر صفة للئيم، وستعرف ما فيه «فمضيت» فعل وفاعل «ثمت» حرف عطف، والتاء لتأنيث اللفظ «قلت» فعل ماض، وفاعله «لا» نافية «يعنينى» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، والنون للوقاية، والياء مفعول به، والجملة فى محل نصب مقول القول.

الشاهد فيه: قوله «اللئيم يسبنى» حيث وقعت الجملة نعتا للمعرفة، وهو المقرون بأل، وإنما ساغ ذلك لأن أل فيه جنسية؛ فهو قريب من النكرة. كذا قال جماعة: منهم ابن هشام الأنصارى، وقال الشارح العلامة: إنه يجوز أن تكون الجملة حالية. والذى ترجحه هو ما ذهب إليه غير الشارح من تعين كون الجملة نعتا فى هذا البيت؛ لأنه