شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

قد يكون النعت جملة، وشروط ذلك

صفحة 197 - الجزء 2

  فـ «نسلخ» صفة «لليل»، و «يسبنى»: صفة «للئيم»، ولا يتعين ذلك؛ لجواز كون «نسلخ»، و «يسبنى» حالين.

  وأشار بقوله: «فأعطيت ما أعطيته خبرا» إلى أنه لا بد للجملة الواقعة صفة من ضمير يربطها بالموصوف، وقد يحذف للدّلالة عليه، كقوله:

  ٢٨٧ - وما أدرى أغيّرهم تناء ... وطول الدّهر أم مال أصابوا؟


= الذى يلتئم معه المعنى المقصود، ألا ترى أن الشاعر يريد أن يتمدح بالوقار وأنه شديد الاحتمال للأذى، وهذا إنما يتم له إذا جعلنا اللئيم منعوتا بجملة «يسبنى» إذ يصير المعنى أنه يمر على اللئيم الذى شأنه سبه وديدنه النيل منه، ولا يتأتى هذا إذا جعلت الجملة حالا؛ إذ يكون المعنى حينئذ أنه يمر على اللئيم فى حال سبه إياه، نعم يمكن أن يقال: إنه لو تحمل ومضى فى هذه الحال فهو فى غيرها أشد تحملا، ولكن هذه دلالة التزامية، والدلالة الأولى وضعية.

٢٨٧ - البيت لجرير بن عطية، من كلمة له مطلعها:

ألا أبلغ معاتبتى وقولى ... بنى عمّى فقد حسن العتاب

اللغة: «تناء» بعد «طول الدهر» يروى فى مكانه «وطول العهد ...».

المعنى: يقول: أنا لا أعلم ما الذى غير هؤلاء الأحبة، أهو التباعد وطول الزمن؟ أم الذى غيرهم مال أصابوه وحصلوا عليه، فأبطرهم الغنى، وأنساهم حقوق الألفة وواجب المودة.

الإعراب: «وما» نافية «أدرى» فعل مضارع - بمعنى أعلم - وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «أغيرهم» الهمزة للاستفهام، وقد علقت درى عن العمل فيما بعدها، غير: فعل ماض، هم: مفعول «تناء» فاعل غير، والجملة سدت مسد مفعولى أدرى «وطول» الواو عاطفة، طول: معطوف على تناء، وطول مضاف، و «العهد» مضاف إليه «أم» عاطفة، وهى - هنا - متصلة «مال» معطوف على طول «أصابوا» فعل ماض وفاعله، والجملة فى محل رفع صفة لمال، وقد حذف المفعول، والأصل: أم مال أصابوه.