شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الضمير، ومعناه

صفحة 88 - الجزء 1

  فما لذى غيبة أو حضور ... - كأنت، وهو - سمّ بالضّمير⁣(⁣١)

  يشير إلى أن الضمير: ما دلّ على غيبة كهو، أو حضور، وهو قسمان: أحدهما ضمير المخاطب، نحو أنت، والثانى ضمير المتكلم، نحو أنا.

  * * *

  وذو اتّصال منه ما لا يبتدا ... ولا يلى إلّا اختيارا أبدا⁣(⁣٢)


= علماء النحو، ومنهم قوم جعلوا الاسم على ثلاثة أقسام: الأول النكرة، وهو ما يقبل أل كرجل وكريم، والثانى: المعرفة، وهو ما وضع ليستعمل فى شئ بعينه كالضمير والعلم، والثالث: اسم لا هو نكرة ولا هو معرفة، وهو ما لا تنوين فيه ولا يقبل أل كمن وما، وهذا ليس بسديد.

(١) «فما» اسم موصول مفعول به أول لسم، مبنى على السكون فى محل نصب «لذى» جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة ما، وذى مضاف و «غيبة» مضاف إليه «أو» عاطفة «حضور» معطوف على غيبة «كأنت» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، أو متعلق بمحذوف حال من ما «وهو» معطوف على أنت «سم» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «بالضمير» جار ومجرور متعلق بسم، وهو المفعول الثانى لسم.

(٢) «وذو» مبتدأ، وذو مضاف و «اتصال» مضاف إليه «منه» جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لذى اتصال «ما» اسم موصول خبر المبتدأ، مبنى على السكون فى محل رفع «لا» نافية «يبتدا» فعل مضارع مبنى للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، والجملة لا محل صلة الموصول. والعائد محذوف، أى: لا يبتدأ به، كذا قال الشيخ خالد، وهو عجيب غاية العجب؛ لأن نائب الفاعل إذا كان راجعا إلى ما كان هو العائد، وإن كان راجعا إلى شئ آخر غير مذكور فسد الكلام، ولزم حذف العائد المجرور بحرف جر مع أن الموصول غير مجرور بمثله، وذلك غير جائز، والصواب أن فى قوله يبتدأ ضميرا مستترا تقديره هو يعود إلى ما هو العائد، وأن أصل الكلام ما لا يبتدأ به؛ فالجار والمجرور نائب فاعل، فحذف الجار وأوصل الفعل إلى الضمير فاستتر فيه، فتدبر ذلك وتفهمه «ولا» الواو عاطفة، لا: نافية