شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ينقسم الضمير البارز إلى متصل ومنفصل

صفحة 89 - الجزء 1

  كالياء والكاف من «ابنى أكرمك» ... والياء والها من «سليه ما ملك»⁣(⁣١)

  الضمير البارز ينقسم إلى: متّصل، ومنفصل؛ فالمتصل هو: الذى لا يبتدأ به كالكاف من «أكرمك» ونحوه، ولا يقع بعد «إلّا» فى الاختيار⁣(⁣٢)؛ فلا يقال: ما أكرمت إلّاك، وقد جاء شذوذا فى الشعر، كقوله:

  ١٣ - أعوذ بربّ العرش من فئة بغت ... علىّ؛ فما لى عوض إلّاه ناصر


«يلى» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما، والجملة معطوفة على جملة الصلة «إلا» قصد لفظه: مفعول به ليلى «اختيارا» منصوب على نزع الخافض، أى: فى الاختيار «أبدا» ظرف زمان متعلق بيلى.

(١) «كالياء» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، أى: وذلك كائن كالياء «والكاف» معطوف على الياء «من» حرف جر «ابنى» مجرور بمن، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من الياء «أكرمك» أكرم: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ابنى، والكاف مفعول به، والجملة فى محل نصب حال من قوله «الكاف» بإسقاط العاطف الذى يعطفها على الحال الأولى «والياء والهاء» معطوفان على الياء السابقة «من» حرف جار لقول محذوف، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال، أى والياء والهاء حال كونهما من قولك - إلخ «سليه» سل: فعل أمر، وياء المخاطبة فاعل، والهاء مفعول أول «ما» اسم موصول مفعول ثان لسلى «ملك» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة ما.

(٢) أجاز جماعة - منهم ابن الأنبارى - وقوعه بعد إلا اختيارا؛ وعلى هذا فلا شذوذ فى البيتين ونحوهما.

١٣ - هذا البيت من الشواهد التى لا يعرف لها قائل

اللغة: «أعوذ» ألتجئ وأتحصن، و «الفئة» الجماعة، و «البغى» العدوان والظلم، و «عوض» ظرف يستغرق الزمان المستقبل مثل «أبدا» إلا أنه مختص بالنفى، وهو مبنى على الضم كقبل وبعد.