شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

العطف على الضمير المرفوع المتصل

صفحة 238 - الجزء 2

  والضمير المرفوع المستتر فى ذلك كالمتصل، نحو «اضرب أنت وزيد»، ومنه قوله تعالى: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} فـ «زوجك» معطوف على الضمير المستتر فى «اسكن» وصحّ ذلك للفصل بالضمير المنفصل - وهو «أنت» -.

  وأشار بقوله: «وبلا فصل يرد» إلى أنه قد ورد فى النظم كثيرا العطف على الضمير المذكور بلا فصل، كقوله:

  ٢٩٧ - قلت إذ أقبلت وزهر تهادى ... كنعاج الفلا تعسّفن رملا

  فقوله: «وزهر» معطوف على الضمير المستتر فى «أقبلت».


٢٩٧ - البيت لعمر بن أبى ربيعة المخزومى.

اللغة: «زهر» جمع زهراء، وهى المرأة الحسناء البيضاء، وتقول: زهر الرجل - من باب فرح - إذا أشرق وجهه وابيض «تهادى» أصله «تتهادى» - بناءين - فحذف إحداهما تخفيفا، ومعناه، تتمايل، وتتمايس، وتتبختر «نعاج» جمع نعجة، والمراد بها هنا بقر الوحش «الفلا» الصحراء «تعسفن» أخذن على غير الطريق، وملن عن الجادة.

الإعراب: «قلت» فعل وفاعل «إذ» ظرف متعلق بقال «أقبلت» أقبل: فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى «وزهر» معطوف على الضمير المستتر فى أقبلت «تهادى» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى، والجملة فى محل نصب حال من فاعل أقبلت المستتر فيه «كنعاج» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال ثانية من فاعل أقبلت، ونعاج مضاف و «الفلا» مضاف إليه «تعسفن» تعسف: فعل ماض، ونون النسوة فاعل، والجملة فى محل نصب حال من نعاج «رملا» نصب على نزع الخافض.

الشاهد فيه: قوله «أقبلت وزهر» حيث عطف «زهر» على الضمير المستتر فى