شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

متى يجوز ابدال الظاهر من الضمير؟

صفحة 251 - الجزء 2

  والثانى كقوله:

  ٣٠٢ - ذرينى؛ إنّ أمرك لن يطاعا ... وما ألفيتنى حلمى مضاعا

  فـ «حلمى» بدل اشتمال من الياء فى «ألفيتنى».

  والثالث كقوله:

  ٣٠٣ - أو عدنى بالسّجن والأداهم ... رجلى، فرجلى شثنة المناسم


٣٠٢ - البيت لعدى بن زيد العبادى، ونسب فى كتاب سيبويه (١/ ٧٧) إلى رجل من بجيلة أو خثعم.

اللغة: «ذرينى» دعينى، واتركينى، يخاطب امرأة «ألفيتنى» وجدتنى «مضاعا» ذاهبا أو كالذاهب؛ لعدم التعويل عليه، وترك الركون إليه.

الإعراب: «ذرينى» ذرى: فعل أمر مبنى على حذف النون، وياء المخاطبه فاعل، والنون الموجودة للوقاية، والياء مفعول به «إن» حرف توكيد ونصب «أمرك» أمر: اسم إن، وأمر مضاف والكاف مضاف إليه «لن» نافية ناصبة «يطاعا» فعل مضارع مبنى للمجهول منصوب بلن، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه، والألف للاطلاق، والجملة فى محل رفع خبر إن، وجملة إن واسمها وخبرها لا محل لها مستأنفة للتعليل «وما» الواو عاطفة، ما: نافية «ألفيتنى» ألفى: فعل ماض، وتاء المخاطبة فاعله، والنون للوقاية، والياء مفعوله الأول «حلمى» حلم: بدل اشتمال من ياء المتكلم، وحلم مضاف والياء مضاف إليه «مضاعا» مفعول ثان لألفى.

الشاهد فيه: قوله «ألفيتنى حلمى» حيث أبدل الاسم الظاهر - وهو قوله «حلمى» - من ضمير الحاضر، وهو ياء المتكلم فى «ألفيتنى» - بدل اشتمال.

٣٠٣ - نسب العينى تبعا لياقوت هذا البيت للعديل - بزنة التصغير - ابن الفرخ بزنة القتل - وكان من حديثه أته هجا الحجاج بن يوسف الثقفى، فلما خاف أن تناله يده هرب إلى بلاد الروم، واستنجد بالقيصر، فحماه، فلما علم الحجاج بذلك أرسل إلى القيصر يتهدده إن لم يرسله إليه، فأرسله، فلما مثل بين يديه عنفه وذكره بأبيات كان قد قالها فى هجائه.