شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

يبدل الفعل من الفعل

صفحة 254 - الجزء 2

  



= اللغة: «تبايع» تدين للسلطان بالطاعة، وتدخل فيما دخل فيه الناس.

المعنى: يقول لمخاطبه: إنى ألزم نفسى عهدا أن أحملك على الدخول فيما دخل فيه الناس من الخضوع للسلطان والانقياد لطاعته؛ فإما التزمت ذلك طائعا مختارا، وإما أن ألجئك إليه، وأكرهك عليه، يبغض إليه الخلاف، والخروج عن الجماعة، ويزين له الوفاق ومشاركة الناس.

الإعراب: «إن» حرف توكيد ونصب «على» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر إن مقدم على اسمه «الله» اسم إن تأخر عن خبره «أن» حرف مصدرى ونصب «تبايعا» فعل مضارع منصوب بأن، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والألف للاطلاق، و «أن» المصدرية وما دخلت عليه فى تأويل مصدر يقع مفعولا لأجله، ويجوز أن يكون المصدر المنسبك من أن المصدرية ومدخولها هو اسم إن، وحينئذ فلفظ الجلالة منصوب بنزع الخافض، وهو حرف القسم، وتكون جملة القسم لا محل لها من الإعراب معترضة بين خبر إن واسمها، وتقدير الكلام: إن مبايعتك كائنة على والله «تؤخذ» فعل مضارع مبنى للمجهول بدل من تبايع «كرها» مفعول مطلق، أو حال على التأويل بكاره «أو» عاطفة «تجئ» فعل مضارع معطوف على تؤخذ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «طائعا» حال من الضمير المستتر فى تجئ.

الشاهد فيه: قوله «أن تبايعا تؤخذ» فإنه أبدل الفعل - وهو قوله «تؤخذ» - من الفعل - وهو قوله «أن تبايعا» - بدل اشتمال.

واعلم أن الدليل على أن البدل - فى هذا الشاهد، وفى الآية الكريمة التى تلاها الشارح - هو الفعل وحده، وليس هو الجملة المكونة من الفعل وفاعله - الدليل على ذلك هو أنك ترى الإعراب الذى اقتضاه العامل فى الفعل الأول - وهو المبدل منه - موجودا بنفسه فى الفعل الثانى الذى نذكر أنه البدل، ألا ترى أن «تؤخذ» فى هذا الشاهد منصوب كما أن «تبايع» منصوب، وأن «يضاعف» فى الآية الكريمة مجزوم كما أن «يلق» مجزوم، والله سبحانه أعلى وأعلم، وأعز وأكرم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.