شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

لا يجمع بين حرف النداء و ال الا في موضعين

صفحة 265 - الجزء 2

  وأما مع اسم الله تعالى ومحكىّ الجمل فيجوز، فتقول: «يا ألله» بقطع الهمزة ووصلها، وتقول فيمن اسمه «الرّجل منطلق»: «يا الرجل منطلق أقبل».

  والأكثر فى نداء اسم الله «اللهمّ» بميم مشددة معوّضة من حرف النداء، وشذّ الجمع بين الميم وحرف النداء فى قوله:

  ٣١٠ - إنّى إذا ما حدث ألمّا ... أقول: يا اللهمّ، يا اللهمّا

  * * *


(٣١٠) هذا البيت لأمية بن أبى الصلت، وزعم العينى أنه لأبى خراش الهدلى، وذكر له بيتا قبل بيت الشاهد، وهو:

إن تغفر اللهمّ تغفر جمّا ... وأىّ عبد لك لا ألمّا

اللغة: «حدث» هو ما يحدث من مصائب الدنيا ونوازل الدهر «ألما» نزل، وألم فى قوله: «وأى عبد لك لا ألما» من قولهم: ألم فلان بالذنب، يريدون فعله أو قاربه.

المعنى: يريد أنه كلما نزلت به حادثة وأصابه مكروه لجأ إلى الله تعالى فى كشف ما ينزل به.

الإعراب: «إنى» إن: حرف توكيد ونصب، وياء المتكلم اسمه «إذا» ظرف يتعلق بقوله «أقول» الآتى «ما» زائدة «حدث» فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، والتقدير: إذا ما ألم حدث ألما «ألما» ألم: فعل ماض، والألف للاطلاق، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى حدث «أقول» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والجملة فى محل رفع خبر إن «يا» حرف نداء «اللهم» الله: منادى مبنى على الضم فى محل نصب، والميم المشددة زائدة.

الشاهد فيه: قوله «يا اللهم يا اللهما» حيث جمع بين حرف النداء والميم المشددة التى يؤتى بها للتعويض عن حرف النداء، وهذا شاذ كما صرح به المصنف فى النظم، لأنه جمع بين العوض والمعوض عنه.

وقد جمع بينهما، وزاد ميما ذلك الراجز الذى يقول:

وما عليك أن تقولى كلّما ... صلّيت أو سبّحت يا الّلهمّ ما