شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

لا يجمع بين حرف النداء و ال الا في موضعين

صفحة 264 - الجزء 2

  والأكثر «اللهمّ» بالتّعويض ... وشذّ «يا اللهمّ» فى قريض⁣(⁣١)

  لا يجوز الجمع بين حرف النداء، و «أل» فى غير اسم الله تعالى، وما سمى به من الجمل، إلا فى ضرورة الشعر كقوله:

  ٣٠٩ - فيا الغلامان اللّذان فرّا ... إيّا كما أن تعقبانا شرّا


= إذا جعلت خص ماضيا، ومفعول به إذا جعلته أمرا، وجمع مضاف و «يا» قصد لفظه: مضاف إليه «وأل» عطف على يا «إلا» أداة استثناء «مع» ظرف متعلق بمحذوف حال من جمع، ومع مضاف و «الله» مضاف إليه «ومحكى» معطوف على لفظ الجلالة، ومحكى مضاف و «الجمل» مضاف إليه.

(١) «والأكثر» مبتدأ «اللهم» قصد لفظه: خبر المبتدأ «بالتعويض» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الخبر «وشذ» فعل ماض «يا اللهم» قصد لفظه: فاعل شذ «فى قريض» جار ومجرور متعلق بشذ.

٣٠٩ - هذا البيت من الشواهد التى لم نعثر لها على نسبة إلى قائل معين.

الإعراب: «يا» حرف نداء «الغلامان» منادى مبنى على الألف لأنه مثنى فى محل نصب «اللذان» صفة لقوله: «الغلامان» باعتبار اللفظ «فرا» فر: فعل ماض، وألف الاثنين فاعل، والجملة لا محل لها صلة اللذان «إياكما» إيا: منصوب على التحذير بفعل مضمر وجوبا، تقديره: أحذركما «أن» مصدرية «تعقبانا» فعل مضارع منصوب بحذف النون، وألف الاثنين فاعل، ونا: مفعول أول، و «أن» وما دخلت عليه فى تأويل مصدر مجرور بمن، مقدرة «شرا» مفعول ثان.

الشاهد فيه: قوله «فيا الغلامان» حيث جمع بين حرف النداء وأل فى غير اسم الله تعالى وما سمى به من المركبات الإخبارية (الجمل)، وذلك لا يجوز إلا فى ضرورة الشعر.

وإنما لم يجز فى سعة الكلام أن يقترن حرف النداء بما فيه أل لسببين؛ أحدهما: أن كلا من حرف النداء وأل يفيد التعريف، فأحدهما كاف عن الآخر، والثانى: أن تعريف الألف واللام تعريف العهد، وهو يتضمن معنى الغيبة؛ لأن العهد يكون بين اثنين فى ثالث غائب، والنداء خطاب لحاضر، فلو جمعت بينهما لتنافى التعريفان.