النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

باب العين مع الراء

صفحة 213 - الجزء 3

  تَجْلُو عَوَارِض ذِي ظَلْمٍ إذَا ابْتَسَمَت يَعْنِي تَكْشِفُ عَنْ أسْنَانِها.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وَذِكْرِ سِيَاسَته فَقَالَ: «وأضْرِبُ العَرُوض» وَهُوَ بِالْفَتْحِ من الإبِلِ الَّذِي يأخُذُ يَمِينًا وشِمَالاً وَلَا يَلْزَمُ المَحَجَّة. يَقُولُ: أضْرِبُه حَتَّى يَعُود إِلَى الطَّريق. جَعَلَهُ مَثلا لحُسْن سِيَاسَتِه للأُمَّة⁣(⁣١).

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ذِي البِجَادَين يُخاطبُ ناقةَ النَّبِيِّ :

  تَعَرَّضِي مَدَارِجًا وسُومِي ... تَعَرُّض الجَوْزَاءِ للنُّجُومِ

  أَيْ خُذِي يَمْنَة ويَسْرة، وتَنكَّبي الثَّنَايَا الغلاَظ. وشبَّهها بالجوزَاء لِأَنَّهَا تَمُرُّ مُعْتَرضةً فِي السَّماء، لأنَّها غَيْرُ مُسْتَقِيمة الْكَوَاكِبُ فِي الصُّورة.

  وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ:

  مَدْخُوسَةٌ قُذِفَتْ بِالنَّحْضِ عَن عُرُضٍ⁣(⁣٢)

  أَيْ أَنَّهَا تَعْتَرِض فِي مَرْتَعِها.

  وَفِي حَدِيثِ قَوْمِ عَادٍ {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}⁣[الأحقاف: ٢٤] العَارِض: السَّحاب الَّذِي يَعْتَرِض فِي أفُق السَّمَاءِ.

  (س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «فأخَذَ فِي عَرُوض آخَرَ» أَيْ فِي طَريق آخَرَ مِنَ الْكَلَامِ.

  والعَرُوض: طَرِيقٌ فِي عُرْض الجبَل، والمَكان الذي يُعَارِضك إذا سِرْت.


(١) في الأصل: «سياسته الأمة» وفى ا: «سياسته الأمة» والمثبت من الهروي واللسان.

(٢) الرواية في شرح ديوانه، ص ١٢: عَيْرانةٌ قُذِفَتْ في اللحم عن عرض ويلاحظ أن ابن الأثير لم يذكره في مادة «دخس» على عادته، بل ذكره في مادة «عير». قال صاحب القاموس: الدَّخِيس: اللحم المكتنز الكثير. والدَّخْس، بالفتح: الإنسان التارُّ المكتنز.