النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(دفدف)

صفحة 124 - الجزء 2

  الشُّذوذ لِأَنَّ الْهَمْزَ لَيْسَ مِنْ لُغَةِ قُريش. فأمَّا الْقَتْلُ فَيُقَالُ فِيهِ أَدْفَأْتُ الجَريحَ، ودَافَأْتُهُ، ودَفَوْتُه، ودافَيْته، ودَافَفْتُه إِذَا أجْهَزْتَ عَلَيْهِ.

  (هـ) وَفِيهِ «لَنَا مِنْ دِفْئِهِمْ وصِرامِهم» أَيْ مِنْ إِبِلهم وغنمِهم. الدِّفْءُ: نِتاج الْإِبِلِ وَمَا يُنْتفع به منها، سمّاها دَفْءً لِأَنَّهَا يُتَّخذ مِنْ أوْبارِها وأصوَافها مَا يُسْتَدْفَأُ بِهِ.

(دَفْدَفَ)

  فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ «وإنْ دَفْدَفَتْ بهم الهما ليج» أى أسرعت، وهو من الدّفيف: السّير اللّبّن، بِتَكْرِيرِ الْفَاءِ.

(دَفَرَ)

  (هـ) فِي حَدِيثِ قَيْلة «أَلْقِي إِلَيَّ ابْنَةَ أَخِي يَا دَفَارِ» أَيْ يَا مُنْتِنَةُ. والدَّفْرُ: النَّتْن، وَهِيَ مَبْنية عَلَى الْكَسْرِ بوَزْن قَطامِ. وَأَكْثَرُ مَا يَرِدُ فِي النِّداء.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، لمَّا سَأَلَ كَعْبا عن ولاة الأمر فأخبره فقال: «وا دَفْرَاهُ» أى وا نتناه من هذا الأمر. وقيل أراد وا ذلّاه. يُقَالُ دَفَرَهُ فِي قَفاه إِذَا دَفَعه دفْعاً عَنِيفا.

  وَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «إِنَّمَا الحاجُّ الأشْعَثُ الْأَدْفَرُ الْأَشْعَرُ».

  (هـ) وَمِنَ الثَّانِي حَدِيثُ عِكْرمة فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ١٣}⁣[الطور] قَالَ: يُدْفَرُونَ فِي أقْفِيَتِهم دَفْراً.

(دَفَعَ)

  (س) فِيهِ «إِنَّهُ دَفَعَ مِنْ عَرفات» أَيِ ابْتَدأ السَّيْر ودَفَعَ نفسَه مِنْهَا ونَحَّاها، أَوْ دَفَع ناقَتَه وحَمَلها عَلَى السَّيْر.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ خَالِدٍ «أَنَّهُ دَافَعَ بِالنَّاسِ يَوْمَ مُؤتةَ» أَيْ دَفَعَهُمْ عَنْ مَوْقفِ الْهَلَاكِ. ويُروى بِالرَّاءِ، مِنْ رُفِع الشيءُ إِذَا أُزِيل عَنْ موضِعه.

(دَفَفَ)

  فِي حَدِيثِ لُحوم الْأَضَاحِيِّ «إِنَّمَا نَهَيْتُكم عَنْهَا مِنْ أجْل الدَّافَّةِ الَّتِي دَفَّتْ» الدَّافَّةُ: الْقَوْمُ يَسيرون جَمَاعَةً سَيْراً لَيْسَ بِالشَّدِيدِ. يُقَالُ: هُمْ يَدِفُّونَ دَفِيفاً. والدَّافَّة: قَوْمٌ مِنَ الْأَعْرَابِ يَرِدُون المِصْر، يُريد أَنَّهُمْ قَوم قَدِموا الْمَدِينَةَ عِنْدَ الأضْحَى، فنَهاهم عَنِ ادِّخار لُحوم الْأَضَاحِيِّ لِيُفُرِّقوها ويتصدَّقوا بِهَا، فيَنْتفِع أُولَئِكَ الْقَادِمُونَ بِهَا.

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «قَالَ لِمَالِكِ بْنِ أَوْسٍ: قَدْ دَفَّت عَلَيْنَا مِنْ قَومِكَ دَافَّة».