النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(ندح)

صفحة 35 - الجزء 5

(نَدَحَ)

  (هـ) فِيهِ⁣(⁣١) «إنَّ فِي المَعاريض لَمَنْدُوحَةً عَنِ الكَذِب» أَيْ سَعَةً وفُسْحة. يُقَالُ:

  نَدَحْتُ الشيء، إذا وسَّعْتَه. وإنك لفي نُدْحَةٍ ومَنْدُوحَةٍ مِنْ كَذَا: أَيْ سَعَةٍ. يَعْنِي أنَّ فِي التَّعْرِيضِ بِالْقَوْلِ مِنَ الاتَّساع مَا يُغني الرجلَ عَنْ تَعمُّد الْكَذِبِ.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلمة «قَالَتْ لِعَائِشَةَ: قَدْ جَمَع القرآنُ ذَيْلَك فَلَا تَنْدَحِيهِ» أَيْ لَا تُوَسَّعيه وتَنْشُرِيه. أَرَادَتْ قولَه تَعَالَى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ}⁣[الأحزاب: ٣٣].

  (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الحَجّاج «وادٍ نَادِحٌ» أَيْ وَاسِعٌ.

(نَدَدَ)

  (س) فِيهِ «فَنَدَّ بعيرٌ مِنْهَا» أَيْ شَرَد وذَهَب عَلَى وجْهِه.

  وَفِي كِتَابِهِ لأُكَيْدِر «وخَلَع الأنْدادَ وَالْأَصْنَامَ» الْأَنْدَادُ: جَمْعُ نِدّ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ مثْل الشيءِ الَّذِي يُضادّه فِي أمورِه ويُنَادُّهُ: أَيْ يخالفُه. وَيُرِيدُ بِهَا مَا كَانُوا يَتَّخِذُونه آلِهَةً مِنْ دُونِ اللَّه.

(نَدَرَ)

  - فِيهِ «رَكِب فَرَسًا لَهُ فَمَرَّتْ بشَجَرة، فطَارَ مِنْهَا طائِر فحادَت⁣(⁣٢)، فَنَدَرَ عَنْهَا عَلَى أَرْضٍ غَلِيظَةٍ» أَيْ سَقَطَ ووَقَع.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ زَوَاجِ صَفِيّة «فَعَثَرَتِ الناقةُ، ونَدَرَ رَسول اللَّه ونَدَرْتَ».

  (س) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «أَنَّ رَجلا عَضَّ يَدَ آخَرٍ فَنَدَرَتْ ثَنِيَّتُه» وَفِي رِوَايَةٍ:

  «فَأَنْدَرَ ثَنيَّتَه».

  (س) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «فَضَرَبَ رَأْسَهُ فَنَدَّ» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّ رَجُلًا نَدَر فِي مجلِسه، فَأَمَرَ القومَ كلَّهم بالتَّطَهُّرِ؛ لِئَلَّا يَخْجَل الرَّجُلُ» مَعْنَاهُ أَنَّهُ ضَرط، كَأَنَّهَا نَدَرَت مِنْهُ مِنْ غَيْرِ اختيارٍ.

  (س) وَفِي حديث علي «أنه أقْبَل وعليه أنْدَرْ وَرْدِيَّة» قِيلَ هِيَ فَوْقَ التُّبَّان وَدُونَ السَّرَاوِيلِ، تُغَطِّي الرُّكْبة، منسوبة إلى صانع ومكان.


(١) أخرجه الهروي من حديث عِمران بن حُصَين.

(٢) في ا: «فمادت».