النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(وشوش)

صفحة 190 - الجزء 5

(وَشْوَشَ)

  - فِي حَدِيثِ سُجُودِ السَّهو «فلمَّا انْفَتَل تَوَشْوَشَ القَوْمُ» الْوَشْوَشَةُ:

  كَلامٌ مُخْتَلِط خَفِيٌّ لَا يَكادُ يُفْهَم. وَرَوَاهُ بعْضُهم بِالسِّينِ المُهْمَلة. ويُريد بِه الكَلامَ الخَفيَّ.

  والوَسْوَسَة: الحَرَكةَ الخَفيَّة، وكلامٌ فِي اخْتِلاطٍ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.

(وَشَا)

  (س) فِي حَدِيثِ عَفِيف «خَرَجْنا نَشِي بِسَعْدٍ إِلَى عُمَرَ» يُقال: وَشَى بِهِ يَشِي وِشَايَةً، إِذَا نَمَّ عَلَيْهِ وسَعَى بِهِ، فَهُوَ وَاشٍ، وجمعُه: وُشَاةٌ، وأصلُه: اسْتِخْرَاجُ الْحَدِيثِ باللُّطْفِ والسُّؤال.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ الإفْك «كَانَ يَسْتَوْشِيهِ ويَجْمَعُه» أَيْ يَسْتَخْرِج الْحَدِيثَ بالبَحْث عَنْهُ.

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّهْرِي «أَنَّهُ كَانَ يَسْتَوْشِي الْحَدِيثَ.⁣(⁣١)».

  (س) وَحَدِيثُ عُمَر والمرأةِ العَجُوز «أجاءَتْني النَّائِدُ⁣(⁣٢) إِلَى اسْتِيشَاءِ الأباعِدِ» أَيْ ألْجأتْني الدَّوَاهِي إِلَى مَسْألة الأباعِدِ، واسْتِخْرَاجِ مَا فِي أيْدِيهم.

  (هـ) وَفِيهِ «فَدَقَّ عُنُقَه إِلَى عَجْبِ ذَنَبِه فَائْتَشَى⁣(⁣٣) مُحْدَوْدِباً» يُقال: ائْتَشَى⁣(⁣٤) العَظْمُ، إِذَا بَرأَ مِنْ كَسْرٍ كَانَ بِهِ. يَعْنِي أَنَّهُ بَرَأَ مَعَ احْدِيدَابٍ حَصَلَ فِيهِ.

بَابُ الواو مع الصاد

(وَصَبَ)

  - فِي حَدِيثُ عَائِشَةَ «أنَا وَصَّبْتُ رَسُولَ اللَّه » أَيْ مَرَّضْتُه فِي وَصَبِهِ. والْوَصَبُ: دَوام الوَجَع ولُزومُه، كَمرّضْتُه مِن المَرَض: أَيْ دَبَّرْتُه فِي مَرضِه.

  وَقَدْ يُطْلق الْوَصَبُ عَلَى التَّعَب، والفُتُورِ فِي البَدَن.

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ فَارِعَةَ، أُخْتِ أُمَيَّةَ «قَالَتْ لَهُ: هَلْ تَجِدُ شَيئاً؟ قَالَ: لَا، إِلَّا تَوْصِيباً⁣(⁣٥)» أي فُتُوراً.


(١) في الهروي: «أي يستخرجه بالبحث والمسألة، كما يستوشي الرجل جَرْيَ الفرس، وهو ضرْب جَنْبَيه بِعَقِبَيْه وتحريكه ليجري. يقال: أوشى فرَسه، واستوشاه».

(٢) في الأصل: «أجَأَتْنِي النائِد» والصواب من ا. وقد حرّرتُه في مادة (نأد).

(٣) في الأصل، وا: «فايتشى ... ايتشى» بالياء. وأثبته بالهمز من الهروى، واللسان، والقاموس.

(٤) في الأصل، وا: «فايتشى ... ايتشى» بالياء. وأثبته بالهمز من الهروى، واللسان، والقاموس.

(٥) يروى «توصيما» بالميم، وسيجيء. قال الهروي: «والتوصيب والتوصيم واحد، كما يقال: دائب، ودائم، ولازِب ولازم».