النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(نجع)

صفحة 22 - الجزء 5

  وَهُوَ جُنُب، قَالَ: فَانْتَجَشْتُ مِنْهُ» قَدِ اختُلِف فِي ضَبْطِها، فرُوي بِالْجِيمِ وَالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، مِنَ النَّجْشِ:

  الْإِسْرَاعُ. وَقَدْ نَجَشَ يَنْجُشُ نَجْشاً.

  وَرُوِيَ «فانْخنستُ مِنْهُ واخْتَنَسْتُ» بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ مِنَ الخُنوس: التَّأخُّر والاخْتِفاء. يُقَالُ: خَنَس، وانْخَنس، واخْتَنَس.

  (س) وَفِيهِ ذِكرُ «النَّجاشيّ» فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ. وَهُوَ اسْمُ مَلِك الحَبَشة وَغَيْرِهِ، وَالْيَاءُ مُشَدَّدَةٌ. وَقِيلَ: الصَّوَابُ تخفيفُها.

(نَجَعَ)

  - فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «دخَل عَلَيْهِ المِقدادُ بالسُّقيا، وَهُوَ يَنْجَعُ بَكَراتٍ لَهُ دَقِيقاً وخَبَطاً» أَيْ يَعْلِفُها. يُقَالُ: نَجَعْتُ الْإِبِلَ: أَيْ عَلَفْتها النَّجُوعُ والنَّجِيع، وَهُوَ أَنْ يُخْلَط العلفُ مِنَ الخَبَط وَالدَّقِيقِ بِالْمَاءِ، ثُمَّ تُسْقاهُ الْإِبِلُ.

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أُبَيّ، وسُئل عَنِ النَّبيذ فَقَالَ: «عَلَيْكَ باللَّبن الَّذِي نُجِعْتَ بِهِ» أَيْ سُقِيتَه فِي الصِّغَر، وغُذيتَ بِهِ. وَيُقَالُ: نَجَعَ فِيهِ الدَّواءُ ونَجَّعَ وأَنْجَعَ، إِذَا نَفَعَه وعَمِل فِيهِ.

  وَقِيلَ: لَا يُقَالُ فِيهِ: أَنْجَعَ.

  (س) وَفِي حَدِيثِ بُدَيلْ «هَذِهِ هَوازِنُ تَنَجَّعَتْ أرْضَنا» التَّنَجُعُ والِانْتِجَاعُ والنُّجْعَةُ: طَلَب الكَلأ ومَساقِط الغَيْث. وانْتَجَعَ فلانٌ فُلَانًا: طَلَب معروفَه.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «لَيْسَتْ بِدَارِ نُجْعَةٍ».

(نَجَفَ)

  [هـ] فِيهِ «فَيَقُولُ: أيْ ربِّ، قَدِّمْني إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَأَكُونُ تَحْتَ نِجَافِ الْجَنَّةِ» قِيلَ: هُوَ أُسْكُفَّة الْبَابِ. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: هُوَ⁣(⁣١) دَرَوَنْدُه، يَعْنِي أَعْلَاهُ.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «أنَّ حسَّان بْنَ ثَابِتٍ دَخَل عَلَيْهَا فأكْرَمَتْه ونَجَفَتْهُ» أَيْ رَفَعَتْ مِنْهُ. والنَّجَفَة: شِبه التَّلّ.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ عَمْرو بْنِ الْعَاصِ «أَنَّهُ جَلَسَ عَلَى مِنْجَافِ السَّفِينَةِ» قِيلَ: هُوَ سُكَّانُها⁣(⁣٢) الذي تُعَدَّلُ به، سُمّي به لارتفاعِه.


(١) مكان هذا في الهروي: «هو أعلى الباب».

(٢) انظر ص ٣٦٣ من الجزء الرابع.