النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(لقح)

صفحة 262 - الجزء 4

(لَفَا)

  - فِيهِ «لَا أُلْفِيَنَّ أحدَكم مُتَّكِئاً عَلَى أرِيكته» أَيْ لَا أجِدُ وألْقَى. يُقَالُ:

  أَلْفَيْتُ الشى أُلْفِيه إِلْفَاءً، إِذَا وَجدْتَه وصادَفْتَه ولَقِيتَه.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «مَا أَلْفَاه السَّحَرُ عِنْدِي إلاَّ نَائِمًا» أَيْ مَا أتَى عَلَيْهِ السَّحَرُ إِلَّا وَهُوَ نَائِمٌ.

  تَعني بَعْدَ صَلَاةِ اللَّيْلِ⁣(⁣١). وَالْفِعْلُ فِيهِ لِلسَّحَرِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

بَابُ اللَّامِ مَعَ الْقَافِ

(لَقَحَ)

  - فِيهِ «نِعْم الْمِنْحَةُ اللَّقْحَة» اللِّقْحَة، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ: النَّاقَةُ الْقَرِيبَةُ العَهْد بالنَّتاج.

  وَالْجَمْعُ: لِقَحٌ. وَقَدْ لَقِحَتْ لَقْحاً ولَقَاحاً، وناقةٌ لَقُوح، إِذَا كَانَتْ غَزِيرة اللَّبَن. وناقةٌ لَاقحٌ، إِذَا كَانَتْ حامِلاً. ونَوقٌ لَوَاقِحُ. واللِّقَاح: ذوَات الألْبَان، الْوَاحِدَةُ: لَقُوح. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ مُفْرَداً ومَجْموعاً.

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «اللَّقاح واحِد» هُوَ بِالْفَتْحِ⁣(⁣٢) اسْم⁣(⁣٣) مَاء الفَحْل، أَرَادَ⁣(⁣٤) أَنَّ مَاء الفَحْل الَّذِي حَمَلَت مِنْهُ وَاحِدٌ، واللَّبن الَّذِي أرْضَعَت كُلُّ واحِدةٍ⁣(⁣٥) مِنْهُمَا كَانَ أصْلهُ مَاءَ الفَحْل.

  ويَحْتَمِل⁣(⁣٦) أَنْ يَكُونَ اللَّقاح فِي هَذَا الْحَدِيثِ بمعْنى الإِلْقَاح. يُقَالُ: أَلْقَحَ الفَحْل النَّاقة إِلْقَاحاً ولَقَاحاً، كَمَا يُقال: أعْطَى إعْطاءً وَعَطاء.

  والأصْل فِيهِ للإبل. ثم اسْتُعير للناس⁣(⁣٧).


(١) فى ا: «تعنى صلاة الليل».

(٢) في الهروي بالكسر، ضبط قلم. وقال صاحب المصباح: «الِلَّقاح، بالفتح والكسر». وذكر حديث ابن عباس هذا.

(٣) هذا شرح الليث، كما في الهروي.

(٤) في الهروي، واللسان: «كأنه اراد».

(٥) في الهروي: «واحدٍ» وفي اللسان: «كل واحدةٍ منهما مُرْضَعَها».

(٦) قائل هذا هو الأزهري، كما في اللسان.

(٧) عبارة الهروي: «والأصل فيه الإبل ثم يستعار فى النّساء» والذي في اللسان: «والأصل فيه للإبل، ثم استعير فى النّساء».