النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(شأز)

صفحة 436 - الجزء 2

حَرْفُ الشِّينِ

بَابُ الشِّينِ مَعَ الْهَمْزَةِ

(شَأَبَ)

  فِي حَدِيثِ عليٍّ «تَمْرِيهِ الجَنُوبُ دِرَرَ أهاضِيبِه ودُفَعَ شَآبِيبِهِ» الشَّآبِيبُ: جَمْعُ شُؤْبُوبٍ، وَهُوَ الدُّفْعةُ مِنَ المطَر وَغَيْرِهِ.

(شَأَزَ)

  (هـ) فِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «دَخَلَ عَلَى خَالِهِ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَة وَقَدْ طُعِنَ فبكَى، فَقَالَ: أَوَجَعٌ يُشْئِزُكَ؟ أَمْ حِرْصٌ عَلَى الدُّنْيَا» يُشْئِزُكَ: أَيْ يُقْلِقُك. يُقَالُ شَئِزَ وشُئِزَ فَهُوَ مَشْئُوزٌ، وأَشْأَزَهُ غَيْرُهُ. وأصلهُ الشَّأْزُ، وَهُوَ الموضعُ الغليظُ الكثيرُ الْحِجَارَةِ.

(شَأْشَأَ)

  فِيهِ «أنَّ رجُلا مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ لِبَعِيرِهِ: شَأْ، لَعَنَك اللهُ» يُقَالُ شَأْشَأْتُ بِالْبَعِيرِ:

  إِذَا زجرتَه وَقُلْتَ لَهُ شَأْ. وَرَواه بَعْضُهُمْ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: «شَأْشَأْتُ بالحِمار: دَعَوْتُه وقلْتُ لَهُ: تَشُؤ تَشُؤ»⁣(⁣١) ولعلَّ الأوَّل مِنْهُ وَلَيْسَ بزَجْر.

(شَأَفَ)

  (هـ) فِيهِ «خَرجَتْ بِآدَمَ شَأْفَة فِي رِجْله» الشَّأْفَة بِالْهَمْزِ وَغَيْرِ الْهَمْزِ: قَرْحة تَخرُج فِي أَسْفَلِ القَدَم فتُقْطَع أَوْ تُكْوى فَتَذْهَبُ.

  وَمِنْهُ قَوْلُهُمُ «اسْتأصَل اللهُ شَأْفَتَهُ» أَيْ أذهَبَه.

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ ¥ «قَالَ لَهُ أصحابُه: لَقَدِ اسْتَأصَلْنا شَأْفَتَهُمْ» يَعْنُونَ الخوَارِجَ.

(شَأَمَ)

  فِي حَدِيثِ ابْنِ الحنْظَلية «حَتَّى تَكُونُوا كأنَّكم شَأْمَةٌ فِي النَّاسِ» الشَّأْمَةٌ: الْخَالُ فِي الْجَسَدِ مَعْرُوفَةٌ، أرادَ: كُونوا فِي أحْسَن زِيّ وَهَيْئَةٍ حَتَّى تَظهَرُوا لِلنَّاسِ وَيَنْظُرُوا إِلَيْكُمْ، كَمَا تَظْهَرُ الشَّامَةُ ويُنْظَرُ إليها دون باقي الجسد.


(١) زاد في الصحاح: وقال رجل من بنى الحرماز: تشأتشأ»، وفتح الشين.