النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(ذأم)

صفحة 151 - الجزء 2

حرف الذال

بَابُ الذَّالِ مَعَ الْهَمْزَةِ

(ذَأَبَ)

  (س) فِي حَدِيثِ دَغفَل وَأَبِي بَكْرٍ «إنَّكَ لسْتَ مِنْ ذَوَائِبِ قريشٍ» الذَّوَائِبُ جَمْعُ ذُؤَابَةٍ وَهِيَ الشَّعرُ المضْفُور مِنْ شَعر الرَّأسِ، وذُؤَابَةُ الجبَل: أعْلاهُ، ثُمَّ استُعِيرَ للعِزّ والشَرَفِ والمرْتَبةِ: أَيْ لسْتَ مِنْ أشْرِافِهِم وذَوِي أقْدَارِهم.

  وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ ¥ «خَرَجَ مِنْكُمْ إليَّ جُنَيْدٌ مُتَذَائِبٌ ضعيفٌ» الْمُتَذَائِبُ:

  المضْطَربُ، من قولهم تَذَاءَبَتِ الرِّيحُ: أَيِ اضْطَرب هُبوبُها.

(ذَأَرَ)

  (هـ) فِيهِ «أَنَّهُ لمَّا نَهَى عَنْ ضَرْب النِّساءِ ذَئِر النِّساءُ عَلَى أزْواجِهِنَّ» أَيْ نَشَزْن عَلَيْهِمْ وَاجْتَرَأْنَ. يُقَالُ: ذَئِرَتِ الْمَرْأَةُ تَذْأَرُ فَهِيَ ذَئِرٌ وذَائِرٌ: أَيْ ناشِزٌ.

  وَكَذَا الرَّجُل.

(ذَأَفَ)

  فِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ فِي غَزوة بَنِي جَذيمة: «مَنْ كَانَ مَعَهُ أسِيرٌ فَلْيُذْئِفْ عَلَيْهِ» أَيْ يُجْهِز عَلَيْهِ ويُسْرِع قَتلَه. يُقَالُ: أَذْأَفْتُ الأسيرَ وذَأَفْتُهُ إِذَا أجهزتَ عَلَيْهِ. ويُروى بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ.

(ذَأَلَ)

  (هـ) فِيهِ «أَنَّهُ مرَّ بجارِيةٍ سَوْدَاءَ وَهِيَ تُرَقِّصَ صَبِيًّا لَهَا وتقولُ:

  ذُؤَالُ يَا بنَ القَرمِ يَا ذُؤَالَه⁣(⁣١) فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «لَا تقولِي ذُؤَالُ فَإِنَّ ذُؤَالَ شَرُّ السِّباع» ذُؤَالُ تَرْخِيمُ ذُؤَالَةَ، وَهُوَ اسمُ عَلَم لِلذِّئْبِ. كأسَامة لِلْأَسَدِ.

(ذَأَمَ)

  (س) فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ قَالَتْ لِلْيَهُودِ «عَلَيكُم السَّامُ والذَّامُ» الذَّامُ: العَيبُ، ويُهْمَزُ وَلَا يُهمَزُ. ويُروى بالدَّال المهملة. وقد تقدم.


(١) تمامة: يَمْشِي الثَّطَا ويَجْلِسُ الهَبَنْقَعَهْ وانظر «ثطا» من كتابنا هذا في الجزء الأول ص ٢١١