النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(نضر)

صفحة 71 - الجزء 5

  وفي قصيد كَعْبٍ:

  مِنْ كلِّ نَضَّاخَةٍ الذَّفْرَى إِذَا عَرِقَتْ

  يُقَالُ: عينٌ نَضَّاخَةٌ: أَيْ كَثِيرَةُ الْمَاءِ فَوَّارَةٌ. أَرَادَ أَنَّ ذِفْرَى النَّاقَةِ كَثِيرَةُ النَّضْخ بالعَرَق.

(نَضَدَ)

  (هـ) فِيهِ «أَنَّ جِبْرِيلَ # احْتَبَس عَنْهُ لكلْب كَانَ تَحْتَ نَضَدٍ لَهُ» هُوَ بِالتَّحْرِيكِ: السَّرِيرُ الَّذِي تُنْضَدُ عَلَيْهِ الثِّيَابُ: أَيْ يُجْعل بعضُها فوقَ بَعْضٍ، وَهُوَ أَيْضًا متاعُ الْبَيْتِ الْمَنْضُود.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «لَتَتَّخِذُنّ نَضَائِدَ الدِّيباج» أَيِ الوَسائد، واحدتُها: نَضِيدَة.

  (هـ) وَحَدِيثُ مَسْرُوقٍ «شَجَرُ الْجَنَّةِ نَضِيدٌ مِنْ أصلِها إِلَى فَرْعها» أَيْ لَيْسَ لَهَا سوُقٌ بارِزة، وَلَكِنَّهَا مَنْضُودَةٌ بالوَرَق وَالثِّمَارِ، مِنْ أسفلِها إِلَى أَعْلَاهَا. وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.

(نَضَرَ)

  (هـ) فِيهِ «نَضَرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا» نَضَرَهُ ونَضَّرَهُ وأَنْضَرَهُ:

  أَيْ نَعَّمَه.

  وَيُرْوَى بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ مِنَ النَّضارة، وَهِيَ فِي الْأَصْلِ: حُسنُ الْوَجْهِ، والبَريقُ، وَإِنَّمَا أَرَادَ حَسَّن خُلُقَه وقَدْرَه.

  وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «قَالَ: يَا معشرَ مُحارِب، نَضَّرَكُمُ اللَّه، لَا تَسْقُونِي حَلَبَ امْرَأَةٍ» كَانَ حَلَبُ النِّسَاءِ عِنْدَهُمْ عَيباً، يتعايَرون بِهِ.

  وَفِي حَدِيثِ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ «رَأَيْتُ قَدَح رَسُولُ اللَّه عِنْدَ أنسٍ، وَهُوَ قَدَحٌ عَرِيضٌ مِنْ نُضَارٍ» أَيْ مِنْ خشبٍ نُضَار، وَهُوَ خَشَبٌ مَعْرُوفٌ. وَقِيلَ: هُوَ الأثْلُ الوَرْسِيُّ اللَّوْنِ. وَقِيلَ: النَّبْع. وَقِيلَ: الخِلاف⁣(⁣١).

  والنُّضَار: الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والنُّضَار: الذَّهَبُ أَيْضًا.

  وَقِيلَ: أقْدَاحُ النُّضَارِ: حُمْرٌ مِنْ خشبٍ أَحْمَرَ.

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّخَعيّ «لَا بَأْسَ أن يَشْرَبَ في قَدَح النُّضَارِ».


(١) الخلاف، وزِان كِتاب: شجر الصَّفْصاف. الواحدة: خِلافة. قاله في المصباح.