النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(لتت)

صفحة 230 - الجزء 4

  يُبْنَى بِهَا الجِدَار. وَيُقَال بِكَسْر اللاَّم وسُكون البَاء.

  وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ولَبِنَتُها دِيباج» وَهِيَ رُقْعة تُعْمَلُ مَوْضع جَيْب القَمِيص والجُبَّة.

  (هـ) وَفِي حديث الاستسصاء:

  أتيناك والعذارء يَدْمَى لَبَانُهَا

  أَيْ يَدْمَى صَدْرُها لامْتهانِهَا نَفْسَها فِي الخِدْمة، حَيْثُ لَا تَجِدُ مَا تُعْطِيه مَن يَخْدُمها، مِنَ الجَدْب وشِدّة الزَّمان. وأصْل اللَّبان فِي الفَرس: مَوْضع اللَّبَب، ثُمَّ اسْتُعير للنَّاس.

  وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ:

  تَرْمِي⁣(⁣١) اللَّبَانَ بِكَفَّيها وَمِدْرَعُها⁣(⁣٢)

  وَفِي بَيْتٍ آخَرَ مِنْهَا:

  يُزْلِقُه مْنها لَبَان⁣(⁣٣)

بَابُ اللَّامِ مَعَ التَّاءِ

(لَتَتَ)

  (هـ) فِيهِ «فَما أبْقَى منِّي إلاَّ لِتَاتاً» اللِّتَاتُ: مَا فُتَّ مِنْ قُشُورِ الشَّجَرِ. كَأَنَّهُ قَالَ: مَا أبْقَى مِنِّي المَرض إلاَّ جِلْداً يابِساً كَقشْر الشَّجَرة. وَقَدْ ذَكر الشافعيُّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ فِي بَابِ «التَّيَمُّم مَّما⁣(⁣٤) لَا يَجوز التَّيَمُّم بِهِ».

  (س) وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ «فِي قَوْلِهِ تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ١٩}⁣[النجم] قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَلُتُّ السَّويَق لَهُمْ» يُريد أنَّ أصْلَه. اللَّاتُّ بِالتَّشْدِيدِ؛ لأنَّ الصَّنَم سَمِّي بِاسْمِ الَّذِي كَانَ يَلُتُّ السَّويق عِنْدَ الْأَصْنَامِ: أَيْ يَخْلِطُه، فخُفّف وجُعل اسْماً للصَّنَم.

  وَقِيلَ: إنَّ التَّاء فِي الأصْل مُخَفَّفَةٌ لِلتَّأْنِيثِ، وَلَيْسَ هذا بابها.


(١) الرواية في شرح ديوانه ص ١٨: «تَفْرِي»

(٢) ضبط في الأصل: «ومِدْرَعِها» بكسر العين وهو خطأ. صوابه من شرح الديوان. وعَجُز البيت:

مُشَقَّقٌ عن تَراقِيها رَعابِيلُ

(٣) البيت بتمامه، كما في الشرح ص ١٢:

يَمشِي القُرادُ عليها ثم يُزْلِقُهُ ... منها لبان وأقراب زهاليل

(٤) فى الهروى: «بما».