النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(رفه)

صفحة 247 - الجزء 2

  اشرَب هَنِيئًا عليكَ التَّاجُ مُرْتَفِقاً (هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ «وجَدْنا مَرَافِقَهُمْ قَدِ اسُتقبل بِهَا الْقِبْلَةُ» يُرِيدُ الكُنُفَ والحُشُوشَ، وَاحِدُهَا مِرْفَقٌ بِالْكَسْرِ.

  وَفِي حَدِيثِ طهْفَة فِي رِوَايَةٍ «مَا لَمْ تُضْمِرُوا الرِّفَاقَ» وفُسِّر بالنِّفَاق.

(رَفَلَ)

  (هـ) فِيهِ «مَثلُ الرَّافِلَةِ فِي غَير أهْلها كالظُّلْمة يومَ الْقِيَامَةِ» هِيَ الَّتِي تَرْفُلُ فِي ثَوْبها: أَيْ تَتَبخْتر»

  والرِّفْلُ: الذَّيل. ورَفَلَ إزَارَه إِذَا أسْبَله وتبخْتَر فِيهِ.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي جَهْلٍ «يَرْفُلُ فِي النَّاس». وَيُرْوَى يَزُول بالزَّاي والوَاو: أَيْ يُكثر الحَرَكة وَلَا يَسْتَقِرّ.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْر «يَسْعى ويَتَرَفَّلُ عَلَى الأقْوال» أَيْ يَتَسوَّد ويَترأّس، اسَتعاره مِنْ تَرْفِيلِ الثَّوْبِ وَهُوَ إسْباغُه وإسْبالُه.

(رَفَنَ)

  (هـ) فِيهِ «إِنَّ رَجُلا شَكَا إِلَيْهِ التَّعُّزب فَقَالَ لَهُ: عَفِّ شَعْرَك، ففَعَل فَارْفَأَنَّ» أَيْ سَكَن مَا كانَ بِهِ. يُقال ارْفَأَنَّ عَنِ الأمْرِ وارْفَهَنَّ، ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي رَفَأ، عَلَى أنَّ النُّونَ زائدةٌ.

  وَذَكَرَهُ الجوهَري فِي حَرْف النُّونِ عَلَى أَنَّهَا أصْلية، وَقَالَ: ارْفَأَنَّ الرَّجل [ارْفِئْنَاناً]⁣(⁣٢) عَلَى وزْن اطْمَأَن:

  أَيْ نفَرَ ثُمَّ سَكَن.

(رَفَهَ)

  (هـ) فيه أنه نَهَى عن الْإِرْفَاهِ» هُوَ كثْرةُ التَّدهُّن والتَّنَعُّم. وَقِيلَ التَّوسُّع فِي المَشْرَب والمَطْعَم، وَهُوَ مِنَ الرِّفْهِ: وِرْد الْإِبِلِ، وَذَاكَ أَنْ تَرِد الماءَ مَتَى شاءَت، أرادَ تَرْك التَّنَعُّم والدَّعة ولينِ الْعَيْشِ؛ لِأَنَّهُ مِنْ زِيّ العَجم وأرْباب الدُّنيا.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ ^ «فَلَمَّا رُفِّهَ عَنْهُ» أَيْ أُرِيح وأُزِيل عَنْهُ الضِيق والتعبُ.

  (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ ¥ «أَرَادَ أَنْ يُرَفِّهَ عَنْهُ» أَيْ يُنَفِّس ويُخَفِّف.

  (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ ¥ «إن الرَّجُلَ ليَتَكلم بِالْكَلِمَةِ فِي الرَّفَاهِيَةِ مِنْ سَخَط اللَّهِ تُرْديه بُعْدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأرضِ» الرَّفَاهِيَةُ: السَّعَة والتنعُّم: أَيْ أَنَّهُ يَنِطُق بِالْكَلِمَةِ


(١) في الدر النثير: قال الفارسي وابن الجوزي: هي المتبرجة بالزينة لغير زوجها.

(٢) زيادة من الصحاح.