النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(عذفر)

صفحة 199 - الجزء 3

  وَمِنْهُ كِتَابُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى الْحَجَّاجِ «اسْتَعملتك عَلَى الْعِرَاقَيْنِ، فَاخْرُجْ إِلَيْهِمَا كميشَ الْإِزَارِ شَدِيدَ العِذَار» يُقَالُ للرجُل إذَا عَزَم عَلَى الْأَمْرِ: هُوَ شَديدُ العِذَار، كَمَا يُقَالُ فِي خلاِفه: فُلانٌ خَلِيعُ العِذَار، كَالْفَرَسِ الَّذِي لَا لِجَامَ عَلَيْهِ، فَهُوَ يَعير عَلَى وجْهه، لِأَنَّ اللِّجام يُمْسِكه.

  وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ «خَلَع عِذَارَه» إِذَا خَرج عَنِ الطَّاعَة وانْهَمَك فِي الغَيِّ.

  (س) وَفِيهِ «اليهودُ أنْتَنُ خَلْق اللَّهِ عَذِرَة» العَذِرَة: فِناء الدَّار وناحِيَتُها.

  وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ اللَّهَ نظيفٌ يُحب النَّظافة، فنَظّفوا عَذِرَاتِكم وَلَا تَشَبَّهوا باليَهود».

  وَحَدِيثُ رُقَيقة «وَهَذِهِ عِبِدَّاؤك بعَذِرَاتِ حَرَمِك» (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «عاتَبَ قَوْما فَقَالَ: مَا لَكم لَا تُنَظِّفون عَذِرَاتِكم» أَيْ أفْنِيتَكم.

  (هـ س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ كَرِه السُّلْت الَّذِي يُزْرَع بالعَذِرَة» يُريد الغَائِطَ الَّذِي يُلْقيه الإنْسانُ. وسُمّيت بالعَذِرَة، لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُلْقُونها فِي أفْنِيَةِ الدُّورِ.

(عَذْفَرَ)

  فِي قَصِيدِ كَعْبٍ:

  ولَنْ يُبَلِّغَها إِلَّا عُذَافِرَةٌ العُذَافِرَة: النَّاقةُ الصُّلْبة القَوِيَّة.

(عَذِقَ)

  (هـ) فِيهِ «كَمْ مِنْ عَذْق مُذَلَّلٍ فِي الْجَنَّةِ لِأَبِي الدَّحْدَاح» العَذْق بِالْفَتْحِ: النَّخْلة، وَبِالْكَسْرِ: العُرجُون بِمَا فِيهِ مِنَ الشَّمارِيخ، ويُجْمع عَلَى عِذَاق.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ أَنَسٍ «فرَدّ رسول اللَّه إلى أمِّي عِذَاقَها» أَيْ نَخَلاتِها.

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «لَا قَطْعَ فِي عِذْقٍ مُعَلَّق» لِأَنَّهُ مَا دَامَ مُعَلَّقا فِي الشجَرَة فَلَيْسَ فِي حِرْز.

  وَمِنْهُ «لَا والَّذي أخْرَجَ العَذْق مِنَ الْجَريمة» أَيِ النَّخْلة مِنَ النَّواةِ.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ السَّقيفة «أَنَا عُذَيْقُها المُرَجَّب» تَصغِير العَذْق: النَّخلة، وَهُوَ تصغيرُ تَعْظِيمٍ.

  وبالمَدينة أُطُم لبَني أمّيَّة بْنِ زَيد يُقَالُ لَهُ: عَذْق.