النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(لحس)

صفحة 237 - الجزء 4

  قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «مَا أُراها إِلَّا «لُحَاتَة» بالتَّاء⁣(⁣١)، مِن اللحْت⁣(⁣٢)، وَهُوَ أَلَّا يَدع عِنْدَ الإنْسان شَيْئاً إلاَ أخَذه⁣(⁣٣). وَإِنْ صَحَّت الروايةُ بالدَّال فَتَكُون⁣(⁣٤) مُبْدَلةً مِنَ التَّاءِ، كَدَوْلج فِي تَوْلج».

(لَحَسَ)

  - فِي حَدِيثِ غَسْل الْيَدِ مِنَ الطَّعام «إنَّ الشيطانَ حَسَّاسٌ لَحَّاس» أَيْ كَثِير اللَّحْس لمَا يَصِل إِلَيْهِ. تَقُولُ: لَحَسْتُ الشيءَ أَلْحَسُه، إِذَا أخَذْتَه بِلِسَانِكَ. ولَحَّاس للمُبالَغَة.

  والْحَسَّاس: الشَّدِيدُ الْحَسِّ والإدْراك.

  (س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي الأسْود «عليكُم فُلَانًا فَإِنَّهُ أهْيَسُ ألْيَسُ ألَدُّ مِلْحَسٌ» هُوَ الَّذِي لَا يَظْهَر لَهُ شيءٌ إلاَّ أخَذَه. وَهُوَ مِفْعَل مِنَ اللَّحْس. وَيُقَالُ: التَحَسْتُ مِنْهُ حَقِّي: أَيْ أخَذْتُه.

  واللَّاحُوس: الحَرِيص، وَقِيلَ: المَشْئوم.

(لَحَصَ)

  (س) فِي حَدِيثِ عَطَاءٍ، وسُئل عَنْ نَضْحِ الوُضوء فَقَالَ «اسْمَحْ يُسْمَحْ لَكَ، كَانَ مَن مَضَى لَا يُفَتِّشُون عَنْ هَذَا وَلاَ يُلَحِّصُون» التَّلْحِيصُ: التَّشديد والتَّضْييق: أَيْ كَانُوا لَا يُشَدِّدُون وَلَا يَسْتَقْصُون فِي هَذَا وَأَمْثَالِهِ.

(لَحَطَ)

  (هـ) فِي حَدِيثٍ عَليٍّ «أَنَّهُ مَرَّ بقومٍ لَحَطُوا بابَ دارِهم» أَيْ رَشُّوه.

  واللَّحْطُ: الرشُّ.

(لَحَظَ)

  - فِي صِفَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «جُلُّ نَظَرِه المُلَاحَظَةُ» هِيَ مُفَاعَلة مِنَ اللَّحْظ، وَهُوَ النَّظَر بِشِقِّ العَين الَّذِي يَلي الصُّدْغ. وَأَمَّا الَّذِي يَلِي الْأَنْفَ فَالْمُوقُ والْمَاق.

(لَحَفَ)

  (هـ) فِيهِ «مَن سَأَلَ وَلَهُ أَرْبَعُونَ دِرْهماً فَقَد سَأل الناسَ إِلْحَافاً» أَيْ بالَغَ فِيهَا.

  يقَال: أَلْحَفَ فِي الْمَسْأَلَةِ يُلْحِف إِلْحَافا، إِذَا ألَحَّ فيها ولَزِمَهَا.


(١) في الفائق ٣/ ٢٥: «اللّحاتة».

(٢) فى الفائق: «ومنها اللَّحت».

(٣) في الفائق: «ألاّ تدع عند الإنسان شيئاً إلا أخذته، واللَّتح مثله».

(٤) في الفائق: «وإن صحّت فوجهها أن تكون الدال مبدلة ...»