النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(ململ)

صفحة 362 - الجزء 4

  قِيلَ: هِيَ مِنَ الْمَلل، أَيْ كَثُر مَطرُها حَتَّى مَلِلْنَاها.

  وَقِيلَ: هِيَ «مَلَتْنا» بالتَّخْفيف، مِنَ الامْتلاء، فخُفّفَ الْهَمْزُ. وَمَعْنَاهُ: أوسَعَتْنا سَقْياً وَرِيّاً.

  وَفِي قَصِيدِ كَعْب بْنِ زُهَيرٍ:

  كأنَّ ضَاحِيَةُ بالنَّارِ مَمْلُولُ

  أَيْ كأنَّ مَا ظَهر مِنْهُ لِلشَّمْسِ مَشْوِيٌّ بالمَلَّةِ مِنْ شِدَّةِ حَرِّه.

  (س) وَفِيهِ «لَا تَزَالُ المَلِيلَةُ والصُّدَاعُ بالعَبْدِ» المَلِيلَةُ: حَرارةُ الحُمَّى ووَهَجُها.

  وَقِيلَ: هِيَ الحمَّى الَّتِي تَكُونُ فِي الْعِظَامِ.

  وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ «مَلِيلَةُ الإرْغاء» أَيْ مملُولَةُ الصَّوْتِ. فَعِيلةٌ بِمَعْنَى مفعولةٍ، يَصِفُها بكَثْرِة الْكَلَامِ ورَفْع الصَّوْتِ، حَتَّى تُمِلَّ السَّامِعِين.

  (س) وَفِي حَدِيثِ زَيْدٍ، أنَّه أَمَلَّ عليه {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}⁣[النساء: ٩٥] يُقَالُ: أَمْلَلَتُ الكِتابَ وأَمْلَيْتُه، إِذَا ألْقَيْتَه عَلَى الكاتِب ليكْتُبَه.

  (س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «أصْبَح النبيُّ بِمَلَلٍ، ثُمَّ رَاحَ وتَعَشَّى بِسَرِفٍ» مَلَلٌ - بِوَزْنِ جَمَلٍ - موضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، عَلَى سَبْعَةَ عَشَرَ مِيلًا⁣(⁣١) مِنَ الْمَدِينَةِ.

(مَلْمَلَ)

  - فِي حَدِيثِ أَبِي عُبيد «أَنَّهُ حَمَل يَوْمَ الجِسْرِ، فضَرَبَ مَلْمَلَةَ الْفِيلِ» يعني خُرْطُومَه.


(١) في ياقوت ٨/ ١٥٣: «ثمانية وعشرين ميلاً»