النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(هيض)

صفحة 288 - الجزء 5

(هَيَضَ)

  (هـ) فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «لمَّا تُوفيّ رَسول اللَّه قَالَتْ: واللَّهِ لَوْ نَزَل بالجِبال الرَّاسيَات مَا نَزل بِي لَهَاضَهَا» أَيْ كَسَرَها: والْهَيْضُ: الكَسْرُ بَعْدَ الجَبْر. وهُو أشَدّ مَا يَكُون مِنَ الكَسْر. وَقَدْ هَاضَهُ الأمْرُ يَهِيضُهُ.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ والنَّسَّابة:

  يَهيضُه حِيناً وحِيناً يَصْدَعُهْ

  أَيْ يَكْسِرهُ مَرَّةً ويَشُقُّهُ أخْرى.

  (هـ) وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ «قِيلَ لَه: خَفِّضْ⁣(⁣١) عَلَيْكَ فإنَّ هَذَا يَهِيضُكَ».

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَر بْنِ عَبْدِ العَزيز⁣(⁣٢) «اللَّهُمَّ قَدْ هَاضَنِي فَهِضْهُ».

(هَيَعَ)

  (هـ) فِيهِ «خَير الناسِ رجُلٌ مُمْسِكٌ بعِنَانِ فَرَسِه فِي سَبيل اللَّه، كُلَّما سَمِعَ هَيْعَةً طارَ إليْها» الْهَيْعَةُ: الصَّوتُ الَّذِي تَفْزَع مِنْهُ وتَخَافُه مِنْ عَدُوّ. وَقَدْ هَاعَ يَهِيعُ هُيُوعاً⁣(⁣٣) إِذَا جَبُنَ.

  (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كُنْتُ عِنْد عُمَر فَسَمِعَ الْهَائِعَة، فَقال: مَا هَذا؟ فَقِيل: انْصَرَفَ الناسُ مِن الوِتْر» يَعْنِي الصِّياحَ والضَّجَّة.

(هَيَقَ)

  (هـ) فى حديث أحد «انحزل عَبْدُ اللَّه بنُ أُبَيّ فِي كَتِيبَةٍ كأنَّه هَيْقٌ يَقْدُمُهُمْ» الْهَيْقُ: ذَكَر النَّعام. يُرِيدُ سُرْعَةَ ذَهَابِه.

(هَيَلَ)

  (هـ) فِيهِ «أنَّ قَوْمًا شَكُوْا إِلَيْهِ سُرْعَة فَنَاء طَعامِهم، فَقَالَ: أتَكِيلُونَ أمْ تَهِيلُونَ؟ قَالُوا: نَهِيلُ، قَالَ: فَكِيلُوا وَلا تَهِيلُوا» كُلُّ شَيْءٍ أرْسَلْتُه إرْسالاً مِن طَعام أَوْ تُرَابٍ أَوْ رَمْلٍ فَقَدْ هِلْتَهُ هَيْلًا. يُقَالُ: هِلْتُ المَاءَ وأَهَلْتُهُ، إِذَا صَبَبْتَه وأرْسَلتَه.

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ العَلاء «أوْصَى عِند مَوْتِهِ: هِيلُوا عليَّ هذا الكَثيبَ ولا تَحْفِروا لِي».


(١) في الهروي: «خَفِّف عليك فإن هذا مِمّا يَهيضك».

(٢) وهو يدعو على يزيد بن المهلّب، لما كسر سجنه وأفلت. كما ذكر الهروي.

(٣) زاد الهروى: «وهيعانا».