النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(مرق)

صفحة 320 - الجزء 4

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي سُفْيَانَ⁣(⁣١) «فامَّرَطَ⁣(⁣٢) قُذَذُ السَّهْم» أَيْ سَقطَ رِيشُه. وسهْمٌ أَمْرَطُ وأملَطُ.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ لِأَبِي مَحْذُورةَ - وَقَدْ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْأَذَانِ -: أمَا خَشِيتَ أَنْ تنشَقَّ مُرَيْطَاؤُك» هِيَ الجلدةُ التَّي بَيْنَ السُّرَّة والعَانةِ. وَهِيَ فِي الْأَصْلِ مُصَغَّرةُ مَرْطَاءَ، وَهِيَ المَلْسَاءُ الَّتِي لَا شَعَرَ عَلَيْهَا، وَقَدْ تُقْصَر.

(مَرَعَ)

  (هـ) فِيهِ «اللَّهُمَّ اسِقنا غَيْثًا مَرِيعاً مُرْبِعاً» المَرِيع: المُخْصِبُ النَّاجِعُ. يُقَالُ:

  أَمْرَعَ الوَادِي، ومَرُعَ مَراعَةً.

  [هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ السَّلْوَى، فَقَالَ: هُوَ المُرَعَةُ» هِيَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الرَّاءِ وَسُكُونِهَا: طائرٌ أبْيَضُ، حَسَنُ اللَّوْن، طَويل⁣(⁣٣) الرِّجْلَينِ، بقَدْرِ السُّمَانَي، يَقَعُ فِي المَطَرِ مِنَ السَّماء.

(مَرَغَ)

  (س) فِي صِفَةِ الجنَّة «مَراغُ دَوَابِّها المِسْكُ» أَيِ الموضِعُ الَّذِي يُتَمَرَّغُ فِيهِ مِنْ تُرَابِهَا. والتَّمَرُّغُ: التَّقَلُّب فِي التُّراب.

  (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمّار «أجْنَبْنَا فِي سَفَرٍ وَلَيْسَ عِنْدَنَا ماءٌ، فتَمَرَّغنا فِي التُّراب» ظَنَّ أَنَّ الجُنُب يَحْتَاجُ أَنْ يُوَصِّل التُّرَابَ إِلَى جَمِيعِ جَسَدِهِ كَالْمَاءِ.

(مَرَقَ)

  (هـ) فِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ «يَمْرُقُون مِنَ الدِّين مُرُوقَ السَّهم مِنَ الرَّمِيَّةِ» أَيْ يَجُوزُونَهُ وَيَخْرِقُونَهُ وَيَتَعَدَّوْنَهُ، كَمَا يَخْرِقُ السَّهْمُ الشَّيْءَ الْمَرْمِيَّ بِهِ وَيَخْرُجُ مِنْهُ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أُمِرْتُ بِقِتَالِ المارِقِين» يَعْنِي الخوارجَ.

  وَفِيهِ «أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنْ بِنتاً لِي عَرُوسًا تَمَرَّقَ شَعْرَهَا».

  وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «مَرِضَت فامَّرَقَ شَعْرُهَا» يُقَالُ: مَرَقَ شَعْرهُ، وتَمَرَّقَ وامَّرَقَ، إذا


(١) أخرجه الهروي من حديث أبي موسى.

(٢) في الفائق ٢/ ٣١٨: «وانمرط». وقال: «انمرط: مُطَاوَع مرطه. يقال: مَرَط الشعرَ والريشَ، إذا نتفه، فانْمرَط».

(٣) مكان هذا في الهروي: «طيِّبُ الطّعم».