النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

باب الزاى مع الفاء

صفحة 304 - الجزء 2

(زَعْنَفَ)

  (هـ) فِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ «إيَّاكم وَهَذِهِ الزَّعَانِيفَ الَّذِينَ رَغِبُوا عَنِ النَّاسِ وفارَقُوا الجَماعَة» هِيَ الفِرَق المُخْتلفَة. وأصلُها أطرَافُ الْأَدِيمِ والأكارعُ. وَقِيلَ أجنِحَة السَّمك، واحدتُها زِعْنِفَةٌ، وجَمعُها زَعَانِفُ، والياءُ فِي الزَّعَانِيفِ للإشْباع، وأكثرُ مَا تَجِئ فِي الشِّعر، شبَّه مَنْ خَرج عَنِ الجَماَعة بِهَا.

بَابُ الزَّايِ مَعَ الْغَيْنِ

(زَغَبَ)

  (س) فِيهِ «أَنَّهُ أُهْدِى لَهُ أجْرٍ زُغْبٌ» أَيْ قِثَّاء صغارٌ. والزُّغْبُ جَمْعُ الْأَزْغَبِ، مِنَ الزَّغَبِ: صِغار الرِّيشِ أَوَّلَ مَا يَطلْع، شَبَّهَ بِهِ مَا عَلَى القِثَّاء مِنَ الزَّغبِ.

(زَغَرَ)

  فِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ «أخْبرُوني عَنْ عَين زُغَرَ هَل فِيهَا ماءٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ» زُغَر بِوَزْنِ صُرَد: عَيْن بالشَّام مِنْ أرْض البَلْقاءِ. قِيلَ هُوَ اسْم لَهَا. وَقِيلَ اسمُ امْرَأَةٍ نُسِبت إِلَيْهَا.

  وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ ¥ «ثُمَّ يكونُ بَعْدَ هَذَا غَرَق مِنْ زُغَر» وسياقُ الْحَدِيثِ يُشير إِلَى أَنَّهَا عَيْنٌ فِي أَرْضِ البَصْرة، وَلَعَلَّهَا غيرُ الْأُولَى. فَأَمَّا زُعْر - بِسُكُونِ الْعَيْنِ المُهْملة - فموضعٌ بِالْحِجَازِ.

بَابُ الزَّايِ مَعَ الْفَاءِ

(زَفَتَ)

  (هـ) فِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْمُزَفَّتِ مِنَ الأوْعِية» هُوَ الإناءٌ الَّذِي طُلِى بِالزِّفْتِ وَهُوَ نوعٌ مِنَ القاَرِ، ثُمَّ انْتُبِذ فِيهِ.

(زَفَرَ)

  (س) فِيهِ «وَكَانَ النساءُ يَزْفِرْنَ القِرَب يَسْقِين النَّاسَ فِي الغَزْوِ»، أَيْ يحْمِلنَها مَمْلُوءَةً مَاءً. زَفَرَ وازْدَفَرَ إِذَا حَمل. والزِّفْرُ: القِرْبة.

  وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَتْ أُمُّ سَلِيط تَزْفِرُ لَنَا القِرَب يَوْمَ أُحُد».

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ ¥ «كَانَ إِذَا خَلاَ مَعَ صاَغِيَته وزَافِرَتِهِ انبسَط» زَافِرَةُ الرجُل: أنْصَارُه وخاصَّتُه.