النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(همد)

صفحة 273 - الجزء 5

باب الهاء مع الميم

(هَمَجَ)

  (هـ) فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «وسَائِر النَّاس هَمَجٌ رَعَاعٌ» الْهَمَجُ: رُذَالَةُ النَّاس.

  والْهَمَجُ: ذُبَابٌ⁣(⁣١) صَغِير يَسْقَطُ عَلَى وُجُوه الغَنَم والحَمير. وَقيل: هُو البَعُوضُ، فشَبَّه بِهِ رَعَاع النَّاس. يُقال: هُمْ هَمَجٌ هَامِجٌ، عَلَى التَّأكيِد.

  وَمِنْهُ حَدِيثُهُ أَيْضًا «سُبْحان مَن أدْمَجَ قَوائِم الذَرَّةِ والْهَمَجَةِ» هِيَ واحدَة الْهَمَجِ.

(هَمَدَ)

  - فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «أخْرَج بِهِ مِنْ هَوَامِدِ الْأَرْضِ النَّبَاتَ» أرضٌ هَامِدَةٌ:

  لَا نَباتَ بِهَا ونَبَاتٌ هَامِدٌ: يابِسٌ. وهَمَدَتِ النَّار، إِذَا خَمِدَتْ⁣(⁣٢)، والثَّوبُ، إِذَا بَلِيَ.

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مُصْعَب بْنِ عُمَير «حَتَّى كادَ يَهْمُدُ مِن الجُوع» أَيْ يَهْلِك.

(هَمَزَ)

  (هـ) فِي حَدِيثِ الاستِعاذَة مِنَ الشَّيطان «أمَّا هَمْزُه فالمُوتَةُ» الْهَمْزُ: النَّخْسُ والغَمْزُ، وكُلّ شَيْءٍ دَفَعْتَه فَقَد هَمَزْتُهُ. والموتَة: الجُنُون⁣(⁣٣). والْهَمْزُ أَيْضًا: الغِيبَةُ والوَقِيعَةُ فِي النَّاسِ، وذِكْرُ عُيوبِهم. وَقَدْ هَمَزَ يَهْمُزُ يَهْمِزُ⁣(⁣٤) فهُو هَمَّازٌ، وهُمَزَةٌ لِلمُبالَغَة. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

(هَمَسَ)

  - فِيهِ «فجَعَل بَعْضُنا يَهْمِسُ إِلَى بَعْضٍ» الْهَمْسُ: الكَلام الخَفِيُّ لَا يَكادُ يُفْهَم.

  وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كانَ إِذَا صَلَّى العَصْرَ هَمَسَ».

  (هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ كانَ يَتَعَوّذ مِن هَمز الشَّيْطان وَهَمْسِه» هُو مَا يُوَسْوِسُه فِي الصُّدُور.

  (س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

  وَهُنَّ يَمْشِينَ بِنَا هَمِيسَا⁣(⁣٥)

  هُوَ صَوْتُ نَقْلِ أخْفافِ الإبل.


(١) هذا شرح ابن السِّكِّيت، كما ذكر الهروي. وقبله: «الهَمَجُ: جمع هَمَجَة. وهو ...».

(٢) من بابي نَصَر وسَمِع، كما في القاموس.

(٣) هذا شرح أبى عبيدة، كما ذكر الهروي.

(٤) بالضم، والكسر، كما في القاموس.

(٥) انظر مادة (رفث) ٣٥ - النهاية ٥.