النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(مجل)

صفحة 300 - الجزء 4

  فَقَالَ: إيَّايَ وكلامَ المِجَعَة» هِيَ جَمْع: مِجْع، وَهُوَ الرجُل الْجَاهِلُ. وَقِيلَ: الأحْمَق، كقِردٍ وقِرَدَة.

  ورجُلٌ مِجْعٌ، وامرأةٌ مِجْعَةٌ.

  قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ⁣(⁣١): لَوْ رُوي بِالسُّكُونِ لَكَانَ المرادُ: إيَّاي وكلامَ الْمَرْأَةِ الغَزِلة، أَوْ تَكُونُ التَّاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. يُقَالُ: مَجَعَ⁣(⁣٢) الرجُل يَمْجُعُ مَجَاعَةً، إِذَا تَماجَن ورَفَث فِي الْقَوْلِ.

  ويُرْوَى «إيَّاي وكلامَ المَجَاعَة» أَيِ التَّصْرِيحَ بالرَّفَث.

  وَمَعْنَى إيَّاي وَكَذَا: أَيْ نَحِّنِي عَنْهُ وجَنَّبْني.

  (س) وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ «دَخَلْتُ عَلَى رجلٍ وَهُوَ يَتَمَجَّعُ» التَّمَجُّع والمَجْعُ: أكْلُ التَّمر بِاللَّبَنِ، وَهُوَ أَنْ يَحْسُوَ حُسْوةً مِنَ اللَّبَنِ، وَيَأْكُلَ عَلَى أثَرِها تَمْرة.

(مَجَلَ)

  (هـ) فِيهِ «أَنَّ جِبْرِيلَ نَقَر رَأْسَ رَجُلٍ مِنَ المُسْتَهْزِئين، فَتَمَجَّلَ رأسهُ قَيْحاً ودَماً» أَيِ امْتَلأ. يُقَالُ: مَجَلَتْ يدُه تَمْجُلُ مَجْلًا، ومَجَلَتْ تَمْجَلُ مَجَلًا، إِذَا ثَخُن جِلْدُها وتَعَجَّر، وظَهر فِيهَا مَا يَشْبِه البَثْر، مِنَ الْعَمَلِ بِالْأَشْيَاءِ الصُّلْبَة الخَشِنة.

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ فَاطِمَةَ «أَنَّهَا شَكَت إِلَى عليٍّ مَجْلَ يديْها مِنَ الطَّحْن».

  وَحَدِيثُ حُذَيْفَةَ «فيَظَلّ أثَرُها مِثْلَ أثَر المَجْل».

  (س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ واقِد «كُنَّا نَتَماقَلُ فِي مَاجِل أَوْ صِهْريج» المَاجِل: الْمَاءُ الْكَثِيرُ المُجْتَمِع.

  قَالَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ بِكَسْرِ الْجِيمِ، غَيْرَ مَهْمُوزٍ.

  وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: هُوَ بِالْفَتْحِ وَالْهَمْزِ.

  وَقِيلَ: إِنَّ مِيمَه زَائِدَةٌ، وَهُوَ مِنْ بَابِ: أجَل.

  وَقِيلَ: هُوَ مُعَرَّبٌ.

  وَالتَّمَاقُلُ: التَّغَاوُصُ فِي الْمَاءِ.

  وَفِي حَدِيثِ سُوَيد بْنِ الصامِت «مَعي مَجَلَّة لُقْمان» أَيْ كتابٌ فِيهِ حِكْمة لُقمان. وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وَقَدْ تقدّم في حرف الجيم.


(١) انظر الفائق ٣/ ١٠.

(٢) ككَرُم، ومنَعَ. كما في القاموس.