النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(لوح)

صفحة 276 - الجزء 4

(لَوَحَ)

  - فِي حَدِيثِ سَطِيح، فِي رِوَايَةِ⁣(⁣١):

  يَلُوحُهُ فِي اللُّوْحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ

  اللُّوحُ، بِالضَّمِّ: الهَواء. ولَاحَهُ يَلُوحُهُ، ولَوَّحَهُ، إِذَا غَيَّرَ لَوْنَه.

  وَفِي أَسْمَاءِ دَوابِّه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «أَنَّ اسْمَ فَرسِه مُلَاوِح» هُوَ الضامِر الَّذِي لَا يَسْمَن، وَالسَّرِيعُ العَطَش، وَالْعَظِيمُ الأَلْوَاح، وَهُوَ المِلْوَاح أَيْضًا.

  [هـ] وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ «أتَحْلِف عِنْدَ مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ ؟ فَأَلَاحَ مِنَ الْيَمِينِ» أَيْ أشْفَق وَخَافَ.

(لَوَذَ)

  - فِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «اللَّهُمَّ بِكَ أعُوذ، وَبِكَ أَلُوذُ» يُقَالُ: لَاذَ بِهِ يَلُوذُ لِيَاذاً، إِذَا الْتَجأ إِلَيْهِ وانْضَمَّ واسْتَغاث.

  [هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يَلُوذُ بِهِ الهُلّاك» أَيْ يَحْتمِي بِهِ الهالِكون ويَستتِرُون.

  وَفِي خُطْبَةِ الحَجّاج «وَأَنَا أرْمِيكم بطَرْفِي وَأَنْتُمْ تَتَسَلَّلُون لِوَاذاً» أَيْ مُسْتَخْفين ومُسْتَترين، بَعْضِكُمْ بِبَعْضٍ، وَهُوَ مَصْدَرُ: لَاوَذَ يُلَاوِذُ مُلَاوَذَةً، ولِوَاذاً.

(لَوَصَ)

  [هـ] فِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لعُثْمان: إِنَّ اللَّهَ سَيُقَمِّصُك قَمِيصًا، وَإِنَّكَ تُلَاصُ عَلَى خَلْعِهِ» أَيْ يُطْلَبُ مِنْكَ أَنْ تَخْلَعَه، يَعْنِي الخِلافه. يُقَالُ: أَلَصْتُهُ عَلَى الشَّيْءِ أُلِيصُهُ، مِثْلَ رَاوَدْتُهُ عَلَيْهِ وَدَاوَرْتُهُ.

  [هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ قَالَ لِعُثْمَانَ فِي مَعْنَى كَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ: هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي أَلَاصَ عَلَيْهَا عَمَّه عِنْدَ الْمَوْتِ» يَعْنِي أَبَا طَالِبٍ: أَيْ أَدَارَهُ عَلَيْهَا، وراوَدَهُ فِيهَا⁣(⁣٢).

  وَمِنْهُ حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ «فأداروهُ وأَلَاصُوهُ، فَأَبَى وحلَفَ أَلَّا يَلْحَقَهم».

  وَفِيهِ «مَن سَبَق العاَطِسَ بالحَمْد أمِنَ⁣(⁣٣) الشَّوْص واللَّوْصَ» هُوَ وَجَع الأذن. وقيل:

  وجع النّحر.


(١) انظر مادة (بوغ).

(٢) في الهروي: «عنها» وفي الفائق ٢/ ٤٧٨: «أي أراده عليها وأرادها منه». وفي الصحاح: «ويقال: ألاصه على كذا، أي أداره على الشيء الذي يَرومُه». وجاء في القاموس: «وألاصه على الشئ، أداره عليه، وأراده منه».

(٣) في الأصل: «أمِنَ مِن» وأسقطت «من» كما في ا، واللسان والفائق ١/ ٦٨١. وكما سبق في مادتي (شوص - علص).