النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(سخم)

صفحة 351 - الجزء 2

(سَخَمَ)

  (س) فِيهِ «اللَّهُمَّ اسلُلْ سَخِيمَةَ قَلبي» السَّخِيمَةُ: الْحِقْدُ فِي النَّفْسِ.

  وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «اللَّهُمَّ إنَّا نعوذُ بِكَ مِنَ السَّخِيمَةِ».

  وَمِنْهُ حَدِيثُ الْأَحْنَفِ «تَهاَدَوا تَذْهَب الإحَنُ والسَّخَائِم» أَيِ الحُقود، وَهِيَ جَمْعُ سَخِيمَةٍ.

  وَفِيهِ «مَنْ سَلَّ سَخِيمَتَهُ عَلَى طَرِيقٍ مِنْ طُرُق الْمُسْلِمِينَ فَعَلَيْهِ لعنةُ اللَّهِ» يَعْنِي الغائطَ والنَّجْو⁣(⁣١).

(سَخَنَ)

  (س) فِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ ^ «أنَّها جَاءَتِ النَّبِيَّ بِبُرْمَةٍ فِيهَا سَخِينَةٌ» أَيْ طعامٌ حارٌّ يتَّخذُ مِنْ دَقيق وسَمن. وَقِيلَ دَقيق وتَمْر، أغْلَظ مِنَ الحَساء وَأَرَقُّ مِنَ العَصيدة. وَكَانَتْ قُريش تُكْثِر مِنْ أكْلِها، فُعيِّرت بِهَا حَتَّى سُمُّوا سَخِينَة.

  (س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عمِّه حَمْزة فصُنِعَت لَهُمْ سَخِينَة فَأَكَلُوا مِنْهَا».

  وَمِنْهُ حَدِيثُ الْأَحْنَفِ وَمُعَاوِيَةَ «قَالَ لَهُ: مَا الشئُ المُلَفَّفُ فِي البِجاَد؟ قَالَ: السَّخِينَةُ يَا أميرَ المُؤمنين» وَقَدْ تقَدَّم.

  وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّة «شَرُّ الشِّتَاء السَّخِينُ» أَيِ الحارُّ الَّذِي لَا بَرْد فِيهِ. والَّذي جَاءَ فِي غَرِيب الحَرْبي «شَرُّ الشِّتَاءِ السُّخَيْخِينُ» وَشَرْحُهُ: أَنَّهُ الحارُّ الَّذِي لَا بَرْد فِيهِ، ولعلَّه مِنْ تَحْرِيف بْعض النَّقَلة.

  (س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي الطُّفَيل «أقبلَ رهْطٌ مَعَهُمُ امرَأةٌ، فَخَرَجُوا وَتَرَكُوهَا مَعَ أحَدهم، فشَهد عَلَيْهِ رجُل مِنْهُمْ، فَقَالَ: رأيتُ سَخِينَتَيْهِ تضْرِب اسْتَها» يَعْنِي بَيْضَتَيْه، لَحِرارَتِهما.

  وَفِي حَدِيثِ وَاثِلَةَ «أَنَّهُ # دَعَا بقُرْص فكَسَره فِي صَحْفَةٍ وصنَع فِيهَا مَاءً سُخْناً» مَاءٌ سُخْن بِضَمِّ السِّينِ وسُكُون الْخَاءِ: أَيْ حارٌّ. وقد سَخُنَ الماء وسَخَنَ وسَخِنَ.


(١) زاد الهروي: «فِي حَدِيثِ عُمَرَ ¥ فِي شاهد الزور «يُسَخَّمُ وَجْهُهُ» أي يُسَوَّد. وقال الأصمعيّ: السُّخام: الفحم. ومنه قيل: سَخَّمَ اللهُ وجهه. قال شمر: السّخام: سواد القدر» اه وهذا الحديث ذكره السيوطي في الدر النثير عن ابن الجوزي. وانظره في اللسان (سخم).