النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(زبق)

صفحة 294 - الجزء 2

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ الْأَحْنَفِ «كَانَ لَهُ جاريةٌ سَليطة اسمُها زَبْرَاءُ، فَكَانَ إِذَا غَضِبَت قَالَ:

  هاجَت زَبْرَاءُ» فذهبَت كلمتُه هَذِهِ مَثَلًا، حَتَّى يُقَالَ لِكُلِّ شَيْءٍ هَاجَ غَضبُه. وزَبْرَاءُ: تأنيثُ الْأَزْبَرِ، مِنَ الزُّبْرَةِ، وَهِيَ مَا بَيْنَ كَتِفي الأسَدِ مِنَ الوَبَر.

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ الْمَلِكِ «إِنَّهُ أتِىَ بأسِيرٍ مُصدَّرٍ أَزْبَرَ» أَيْ عَظِيم الصَّدْر والكاهِل؛ لأنَّهما مَوْضِعُ الزُّبْرة.

  (س) وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ «إِنْ هِيَ هرَّت وازْبَارَّتْ فَلَيْسَ لَهَا» أَيِ اقشَعرَّت وانتفشَت.

  وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الزُّبْرة، وَهِيَ مُجتَمعَ الوَبَر فِي المرْفَقَين والصَّدْر.

  وَفِيهِ ذِكْرُ «الزَّبِيرِ» هُوَ بِفَتْحِ الزَّايِ وَكَسْرِ الْبَاءِ: اسْمُ الجَبَل الَّذِي كلَّم اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ مُوسَى # فِي قَوْلٍ.

(زَبْرَجَ)

  فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ ¥ «حَلِيَت الدُّنْيَا فِي أعْيُنِهم، ورَاقَهم زِبْرِجُهَا» الزِّبْرِجُ: الزينَةُ والذَّهب وَالسَّحَابُ.

(زَبَعَ)

  (هـ) فِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ لَمَّا عزَله مُعَاوِيَةُ عَنْ مِصْر «جَعَلَ يَتَزَبَّعُ لِمُعَاوِيَةَ» التَّزَبُّعُ: التَّغَير وسوءُ الخُلق وقلةُ الاستِقامَة، كَأَنَّهُ مِنَ الزَّوْبَعَةِ: الرِّيحُ الْمَعْرُوفَةُ.

(زَبَقَ)

  فِيهِ ذكرُ «الزَّابُوقَة» هِيَ بِضَمِّ الْبَاءِ: موضعٌ قَرِيبٌ مِنَ البَصْرة كَانَتْ بِهِ وقْعَة الجمَل أَوَّلَ النَّهار.

(زَبَلَ)

  (س) فِي حَدِيثِ عُمَرَ ¥ «أَنَّ امْرَأَةً نَشَزت عَلَى زَوْجِهَا فحبَسها فِي بَيْتِ الزِّبْلِ» هُوَ بِالْكَسْرِ السِّرجينُ، وَبِالْفَتْحِ مصدرُ زَبَلْتُ الْأَرْضَ إِذَا أصْلَحْتَها بالزِّبْل. وَإِنَّمَا ذكرْنا هَذِهِ اللَّفْظَةَ مَعَ ظُهُورها لِئَلَّا تُصحَّف بِغَيْرِهَا؛ فَإِنَّهَا بِمَكَانٍ مِنَ الِاشْتِبَاهِ.

(زَبَنَ)

  (هـ) فِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ والمُحاقَلة» قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْمُزَابَنَة فِي الْحَدِيثِ، وَهِيَ بيعُ الرُّطَب فِي رُؤُس النَّخْل بالتَّمر، وأصلُه مِنَ الزَّبْن وَهُوَ الدفْعُ، كأنَّ كُل واحدٍ من المُتبَايعيْن يَزْبِنُ صاحبَه عَنْ حقِّه بِمَا يزدَادُ مِنْهُ. وَإِنَّمَا نَهى عَنْهَا لِمَا يَقَع فِيهَا مِنَ الغَبْن والجَهَالة.