النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

باب الصاد مع الحاء

صفحة 11 - الجزء 3

  وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ «وَاللَّهِ مَا ترَك ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً وَلَا شَيْئًا يُصْبَى إِلَيْهِ».

  (س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وشابٌّ ليْست لَهُ صَبْوَةٌ» أَيْ مَيْلٌ إِلَى الهَوَى، وَهِيَ الْمَرَّةُ مِنْهُ.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّخَعِيِّ «كَانَ يُعْجِبُهم أَنْ يكونَ لِلْغُلَامِ إِذَا نَشَأ صَبْوَةٌ» إِنَّمَا كَانَ يُعجبهم ذَلِكَ لِأَنَّهُ إِذَا تَابَ وَارْعَوَى كَانَ أشَدَّ لإجْتهادهِ فِي الطّاعَة، وَأَكْثَرَ لنَدَمِه عَلَى مَا فرَطَ مِنْهُ، وأبْعَدَ لَهُ مِنْ أَنْ يُعْجب بعَمَله أَوْ يتَّكل عَلَيْهِ.

  وَفِي حَدِيثِ الفِتَن «لتَعُودُنَّ فِيهَا أساوِدَ صُبًّى» هِيَ جمعُ صَابٍ كغازٍ وغُزًّى، وَهُمُ الَّذِينَ يَصْبُونَ إِلَى الفِتْنة أَيْ يمِيلُون إِلَيْهَا. وَقِيلَ إِنَّمَا هُوَ صُبَّاء جَمْعُ صَابِئٍ بِالْهَمْزِ كشاهدِ وشُهَّاد، ويُروى:

  صُبٌّ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.

  (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ هَوازِن «قَالَ دُرَيد بْنُ الصِّمة: ثُمَّ أَلْقِ الصُّبَّى على متون الخيل» أي الذين بشتهون الحرب ويميلون إليها ويحبّون التقدّم فيها والبرار.

  وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ ^ «لمَّا خطَبها النَّبِيُّ قَالَتْ: إِنِّي امرأةٌ مُصْبِيَةٌ مُؤْتِمَة» أَيْ ذاتُ صِبْيَانٍ وأيْتامٍ.

بَابُ الصَّادِ مَعَ التَّاءِ

(صَتَتَ)

  (هـ) فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ® «إنَّ بَني اسْرَائيل لمَّا أُمِروا أَنْ يَقْتل بَعْضهم بَعْضًا قَامُوا صَتَّيْنِ» وأخرَجَه الْهَرَوِيُّ عَنْ قَتادة: إنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَامُوا صَتِيتَيْنِ:

  الصَّتُّ والصَّتِيتُ: الفِرْقة مِنَ النَّاس. وَقِيلَ هُوَ الصَّف مِنْهُمْ.

(صَتَمَ)

  (س) فِي حَدِيثِ ابْنِ صيَّاد «أَنَّهُ وزَن تِسْعين فَقَالَ: صَتْماً، فَإِذَا هِيَ مِائَةٌ» الصَّتْمُ:

  التّامُ. يُقَالُ أعْطيتُه ألْفا صَتْماً: أَيْ تَامًّا كَامِلًا. والصَّتَمُ بِفَتْحِ التَّاءِ وَسُكُونِهَا: الصَّلْب الشَّدِيدُ.

بَابُ الصَّادِ مَعَ الْحَاءِ

(صَحِبَ)

  (هـ) فِيهِ «اللَّهُمَّ اصْحَبْنَا بِصُحْبَة واقلِبنا بذِمَّة» أَيِ احفَظْنا بحفْظِك فِي سفرِنا، وارجِعْنا بأمَانِك وعَهْدك إِلَى بَلدنا.