النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(قفقف)

صفحة 92 - الجزء 4

  وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: الشَّجَرَةُ بِالْفَتْحِ، والزَّبِيل بِالضَّمِّ.

  (هـ) وَفِيهِ «أنَّ بَعْضَهُمْ ضربَ مَثَلًا فَقَالَ: إنَّ قَفَّافاً ذَهَب إِلَى صَيْرفيٍّ بدَراهِم» القَفَّاف:

  الَّذِي يَسْرِقُ الدَّرَاهِمَ بِكَفَّه عِنْدَ الانْتِقاد. يُقَالُ: قَفَّ فُلان دِرْهَماً.

  [هـ] وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ لَهُ حُذَيْفة: إِنَّكَ تَسْتَعين بالرجُل الفاجِر، فَقَالَ: إِنِّي لأسْتَعين بالرجُل لِقُوَّته، ثُمَّ أَكُونُ عَلَى قَفَّانِه» قَفَّانُ كُلِّ شَيْءٍ: جُمّاعه، واسْتِقْصاء مَعْرِفته. يُقَالُ: أتيتُه عَلَى قَفَّان ذَلِكَ وقافِيَتِه: أَيْ عَلَى أثَرِه.

  يَقُولُ: أسْتَعِين بالرجُل الكافِي القَوِيّ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِذَلِكَ الثِّقَة، ثُمَّ أَكُونُ مِنْ وَرائه وَعَلَى أثَرِه، أتَتَبَّع أمرَه وأبْحَث عَنْ حَالِهِ، فكِفايَتُه تَنْفَعُني، ومُراقَبتي لَهُ تَمْنَعهُ مِنَ الْخِيَانَةِ.

  وقَفَّان: فَعَّال، مِنْ قَوْلِهِمْ فِي القَفَا: القَفَنّ⁣(⁣١). وَمَنْ جَعَلَ النُّونَ زَائِدَةً فَهُوَ فَعْلان.

  وذكَره الْهَرَوِيُّ وَالْأَزْهَرِيُّ فِي «قَفَفَ» عَلَى أنَّ النُّونَ زائدةٌ.

  وَذَكَرَهُ الجوهَري فِي قَفَن، فَقَالَ: «القَفّان: القَفَا، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ».

  وَقِيلَ: هُوَ مُعَرب «قَبَّان» الَّذِي يُوزَن بِهِ.

  وَقِيلَ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: فُلانٌ قَبَّانٌ عَلَى فُلَانٍ، وقَفَّانٌ عليه: أي أمينٌ يَتَحَفَّظ أمْرَه ويُحَاسِبه⁣(⁣٢)

(قَفْقَفَ)

  (هـ) فِي حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ حُنَيف «فأخَذَتْه قَفْقَفَة» أَيْ رِعدة. يُقَالُ: تَقَفْقَف مِنَ البَرْد إِذَا انْضَمَّ وارْتَعد.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ «فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ هشِام أخَذَتْه قَفْقَفَة».

(قُفْلٌ)

  - فِي حَدِيثِ جُبَير بْنِ مُطْعِم «بَيْنَا هُوَ يَسير مَعَ النَّبِيِّ مَقْفَلَه مِنْ حُنَين» أَيْ عِنْدَ رُجوعه مِنْهَا، والمَقْفَل: مَصْدَرُ قَفَل يَقْفِلُ إِذَا عَادَ مِنْ سَفَرِهِ. وقد يقال للسّفر:


(١) فى ابتخفيف النون. قال في القاموس: والقَفَنُ، وتُشَدَّد نونه: القفا».

(٢) زاد الهروي: «وقال بعضهم: قَفَّانُه: إبَّانُه. يقال: هذا حين ذاك، ورُبَّانه، وقُفَّانُه، وإبَّانُه بمعنى واحد».