النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(خجي)

صفحة 12 - الجزء 2

  كيف المخرج منه. وقيل: الْخَجَل هاهنا: الأَشَر والبَطَر مِنْ خَجِلَ الْوَادِي: إِذَا كَثُر نباته وعُشْبه.

  (هـ س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «إِنَّ رَجُلا ذَهَبت لَهُ أيْنُقٌ فَطَلَبَهَا، فَأَتَى عَلَى وَادٍ خَجِلٍ مُغِنٍّ مُعْشب» الْخَجِل فِي الْأَصْلِ: الْكَثِيرُ النَّبَاتِ الْمُلْتَفِّ الْمُتَكَاثِفِ. وخَجِلَ الْوَادِي والنَّبات:

  كَثُرَ صَوْتُ ذِبَّانه لكثرة عُشْبه.

(خجى)

  (س) فِي حَدِيثِ حُذيفة «كالكُوز مُخَجِّياً» قَالَ أَبُو موسى: هكذا أورَدَه صاحب التّنمّة، وَقَالَ: خَجَّى الكُوز: أَمَالَهُ. والمشْهُور بِالْجِيمِ قَبْلَ الخاءْ. وَقَدْ ذُكِرَ فِي حَرْفِ الْجِيمِ.

بَابُ الْخَاءِ مَعَ الدَّالِ

(خَدَبَ)

  (هـ) فِي صِفَةِ عُمَرَ «خِدَبٌّ مِنَ الرِّجال كَأَنَّهُ رَاعي غَنَم» الْخِدَبُّ - بِكَسْرِ الْخَاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ - العظيم الجافي.

  (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ حُمَيد بْنِ ثَوْر فِي شعْره:

  وبَين نِسْعَيهِ خِدَبّاً مُلْبِداً يُرِيدُ سَنَام بَعِيرِهِ، أَوْ جَنْبَه: أَيْ إِنَّهُ ضَخْم غَليظٌ.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ:

  لأُنكحَنَّ بَبَّه ... جَاريَةً خِدَبَّةً⁣(⁣١)

(خَدَجَ)

  (هـ) فِيهِ «كلُّ صَلَاةٍ ليسَتْ فِيهَا قِراءة فَهِيَ خِدَاجٌ» الْخِدَاجُ: النُّقْصَان.

  يُقَالُ: خَدَجَتِ النَّاقَةُ إِذَا ألْقَتْ ولدَها قَبل أوَانِه وَإِنْ كَانَ تَامَّ الخلْق. وأَخْدَجَتْهُ إِذَا وَلَدَتْهُ نَاقِصَ الخلْق وَإِنْ كَانَ لِتَمَامِ الْحَمْلِ. وَإِنَّمَا قَالَ فَهِيَ خِدَاجٌ، والْخِدَاجُ مَصْدَرٌ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ: أَيْ ذَاتُ خِدَاجٍ، أَوْ يَكُونُ قَدْ وَصَفَها بالمَصْدر نفْسه مبالغة كقوله:


(١) انظر هامش ص ٩٢ من الجزء الأول من هذا الكتاب.