النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(هلم)

صفحة 272 - الجزء 5

  وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ «فَلَمَّا رَآهَا اسْتَبْشَر وتَهَلَّلَ وجْهُه» أَيِ اسْتَنَارَ وظَهَرَتْ عَلَيْهِ أمَارَاتُ السُّرُور.

  [هـ] وَفِي حَدِيثِ النابِغَة الجَعْدِيّ «فَنَيَّفَ عَلَى المِائِة، وَكَأَنَّ فَاهُ البَرَدُ المُنْهَلُّ» كُلُّ شَيْءٍ انْصَبَّ فَقَد انْهَلَّ. يُقال: انْهَلَّ المَطَرُ يَنْهَلُّ انْهِلَالًا، إذَا اشْتَدَّ انْصِبَابُه⁣(⁣١).

  وَمِنْهُ حَدِيثُ الإسْتسقاء «فالَّفَ اللَّه السَّحابَ وهَلَّتْنَا» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَاية لِمُسْلِم⁣(⁣٢).

  يُقال: هَلَّ السّحابُ، إِذَا مَطَر بِشِدَّة.

  وَفِي قَصِيدَةِ كَعْبٍ:

  لَا يَقَعُ الطَّعْنُ إِلَّا فِي نُحُورِهِمُ ... ومَا لَهُم⁣(⁣٣) عَن حِياضِ المَوْتِ تَهْلِيلُ

  أَيْ نُكُوصٌ وتَأخُّر. يُقال: هَلَّلَ عَنِ الأمْر، إِذَا وَلَّى عَنْه ونَكَص.

(هَلُمَّ)

  - قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ «هَلُمَّ»⁣(⁣٤) ومَعْنَاه تَعَالَ. وفِيه لُغَتَان: فأهْلُ الحِجاز يُطِلِقُونَه عَلَى الواحدِ والجَمِيع، والاثْنَيْنِ والمُؤَنَّثِ بِلَفْظٍ واحِدٍ مَبْنِّيٍ عَلَى الفَتْح. وبَنُو تَمِيم تُثَنِّي وتَجْمَع وتُؤَنِّث، فتَقُول: هَلُمَّ وهَلُمِّي وهَلُمَّا وهَلُمُّوا.

(هَلَا)

  - فِي حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «إِذَا ذُكر الصَّالحُون فَحَيّ هَلًا بعُمَر» أَيْ فأقْبِلْ بِهِ وأسْرِع. وَهِيَ كَلِمَتَان جُعِلتَا كَلِمَةً واحِدَة، فَحَيَّ بمعْنى أقْبِل، وهَلًا بمعْنَى أَسْرِعْ، وَقِيلَ:

  بِمَعْنَى اسْكُنْ عِنْد ذِكْرِه حَتَّى تَنْقَضِيَ فَضائلُه. وَفِيهَا لُغات.

  [هـ] وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ «هَلا بِكْراً تُلاعِبُها وتُلاعِبُك» هَلَّا بالتَّشْدِيد، حَرْف مَعْناهُ الحَثُّ والتَّحْضِيضُ.


(١) زاد الهروي، قال: «وسمعت الأزهري يقول: انهل السماءُ بالمطر هَللا. قال: ويقال للمطر: هَلَلٌ وأُهْلُول».

(٢) انظر حواشي ص ٣٦١ من الجزء الرابع.

(٣) في شرح ديوانه ص ٢٥: «ما إن لهم».

(٤) ذكر الهروي فيه حديثا، وهو: «لَيُذادَنَّ عن حَوْضِي رِجالٌ فأناديهم: ألا هَلُمَّ» قال: أي تَعالَوا.